
في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير، شهدت الساحة الغربية دعوات ملحة لتزويد الجيش الأوكراني بدبابات قتالية رئيسية لتعزيز قوته المدرعة.
ومنذ ذلك الحين، حظيت أوكرانيا بدعم عسكري كبير من دول كانت قد انضمت إلى حلف وارسو أو الناتو، بما في ذلك أسلحة مثل تي-72 و تي-55، التي تلبي احتياجات القوات المدرعة الكبيرة، بالإضافة إلى دبابات تي-64 السوفيتية.
لكن على الرغم من إمدادات الأسلحة، يبدو أن تسليم الدبابات الغربية أصبح مهمة شبه مستحيلة.
تمت مناقشة الفئتين البارزتين من الدبابات الغربية، “ليوبارد 2” و “أبرامز”.
هناك خمسة عوامل رئيسية من المتوقع أن تعيق تسليم هذه الدبابات الحديثة إلى أوكرانيا في الأمد القريب، مما يقلل من استعداد دول الناتو لدعم هذه المركبات ومدى تأثيرها في ساحة المعركة.
تعتبر الدبابات من المعدات سهلة الاستيلاء بسبب دورها في الخطوط الأمامية، مقارنة بالمدفعية والطائرات التي يمكن أن تظل فعالة حتى بعيدًا عن الخطوط القتالية الصديقة. لذا، فإن الاستيلاء على أي من “أبرامز” أو “ليوبارد 2” قد يوفر معلومات استخباراتية حيوية للجيش الروسي.
العامل الثاني، والذي يعتبر الأكثر أهمية، هو التجارب السابقة لـ “أبرامز” و“ليوبارد 2” ضد الجهات غير الحكومية، التي أثارت تساؤلات حول فعالية هذه الدبابات. فقد تعرضت دبابات “ليوبارد” التركية و”أبرامز” العراقية لخسائر فادحة على يد تنظيم الدولة الإسلامية والميليشيات الأخرى.
خسرت دبابة “ليوبارد 2” التابعة للجيش التركي في مدينة الباب بمحافظة حلب خلال مواجهات مع تنظيم الدولة الإسلامية، حيث أفادت التقارير أن الدبابة أظهرت “عيوبًا قاتلة” في أدائها.
تجارب الجيش التركي مع هذه المركبات ضد القوات الكردية توضح أن هناك تحديات كبيرة في استخدامها.
أما العامل الثالث فهو التكلفة، حيث أن النسخ الأقدم من “أبرامز” و“ليوبارد” تكلف أكثر بكثير من المركبات التي تم توفيرها لأوكرانيا، ناهيك عن أن “أبرامز” تستهلك كميات كبيرة من الوقود وتتطلب صيانة عالية.
العامل الرابع، يتعلق بعدم توافق هذه الدبابات مع مخزونات الدروع الحالية في أوكرانيا، حيث يتطلب إدخال عيارات جديدة من الذخيرة تعديلات قد تكون معقدة.
أما العامل الخامس، فهو الوزن الثقيل لهذه الدبابات، مما يحد من استخدامها على البنية التحتية المدنية مثل الجسور والطرق.
مجلة رماية العسكرية





