
علي نور الدين
تواصل القوات الروسية تعزيز موقفها في عمليتها العسكرية في أوكرانيا، حيث حققت مؤخرًا تقدماً كبيرًا في مدينة سيفيرودونتسـك وضواحيها. كما استمرت في هجماتها على المناطق الجنوبية لليسيتشانسك، محققةً تقدمًا متواصلًا نحو السيطرة الشاملة على منطقة دونباس.
في تطور مثير، شنت الطائرات الروسية هجومًا صاروخيًا مكثفًا على منطقة شيفتشينكيفسكي في كييف، وهو الهجوم الذي لم يحدث بهذه الكثافة منذ أبريل الماضي. واعتبرته وسائل الإعلام الغربية ردًا مباشرًا على قمة زعماء الدول السبع الكبرى التي ناقشت مساعدات لأوكرانيا.

استخدم الجيش الروسي خلال تلك الهجمات صواريخ X101، المعروفة أيضًا باسم KH101، والتي تم إطلاقها من قاذفات Tu-95 و Tu-160 من فوق بحر قزوين. كان الهدف هو منشآت شركة أرتيم، المعروفة بتصنيعها لصواريخ جو-جو وأنظمة التدريب للصواريخ الموجهة. هذا ينسف الادعاءات الغربية بشأن استهداف الضربات الروسية للأهداف المدنية.
على صعيد آخر، تشير تقارير إلى احتمالية تولي الجنرال غينادي زيدكو، مدير المديرية السياسية العسكرية، القيادة العامة للقوات الروسية في أوكرانيا. يُذكر أن زيدكو هو أحد القادة الذين أشرفوا على العمليات في سوريا، وحاز على تقدير قائد الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف لعقليته العسكرية المبتكرة.
تهديدات باندلاع حرب عالمية ثالثة
في تصعيد ملحوظ، حذر نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري مديدفيديف من أن أي هجوم من دولة عضو في حلف الناتو على شبه جزيرة القرم سيعتبر إعلان حرب، مما قد يؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة. وأكد أن القرم جزء لا يتجزأ من روسيا، مشيرًا إلى استعداد بلاده لاتخاذ خطوات انتقامية، قد تشمل نشر صواريخ إسكندر الفرط صوتية بالقرب من الدول العضوة في الناتو، مثل فنلندا والسويد.
تتزايد التهديدات في المعسكر الغربي، مما أثار مخاوف جدية حول إمكانية الوصول إلى مرحلة صدام قد يكون السلاح النووي أحد أبرز أدواته. جاء ذلك في تصريحات رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الذي أكد أن العودة إلى الطرق الدبلوماسية لحل النزاع في أوكرانيا لن تؤدي إلا إلى تعزيز حالة عدم الاستقرار على الصعيد العالمي.
أشار جونسون إلى أن اللحظة الراهنة هي “لحظة حاسمة لقلب دفة الحرب”، مما يُفهم كإشارة ضمنية للاستعداد للدخول في صراع عسكري قد يجر العالم إلى حرب نووية. ويتوقع البعض أن يقوم هذا المعسكر بتوريط دول أوروبية، مثل بولندا، في هذا الصراع ودفعها للتدخل في الوضع الأوكراني.
بشكل عام، يعتبر هذا التصعيد في الخطاب العسكري مؤشرًا على تفاقم التوترات في العلاقات الدولية، مما يتطلب مراقبة دقيقة من قبل المجتمع الدولي. يتعين على الدول الكبرى العمل بجد لإيجاد حلول دبلوماسية مستدامة، قبل أن يتحول هذا الصراع إلى أزمة أكبر تؤثر على الأمن والسلام العالمين.





