أحمد صابر عباسمقالات رأي

“التهديد الفارسي: لماذا تستعد أوكرانيا لمواجهة الصواريخ الإيرانية في قلب الصراع؟”

قامت “واشنطن بوست” بنشر تقرير يسلط الضوء على استعداد إيران لإرسال صواريخ أرض-أرض من طراز ذو الفقار وفاتح 110 إلى روسيا. هذه الخطوة أثارت قلق القيادة الأوكرانية، التي تطالب بتعزيز أنظمتها الدفاعية من الدول الغربية. يأتي ذلك في ظل الضربات المؤثرة التي نفذتها روسيا مؤخرًا على كييف باستخدام الدرون الإيرانية، والتي ركزت على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الطاقة والاتصالات.

لماذا تلجأ روسيا إلى الاستيراد العسكري؟

توجَّهت الأنظار نحو الأزمات التي تواجه صناعة الأسلحة الروسية وعجز الشركات العسكرية عن تلبية احتياجات ميادين القتال. وتأتي زيارة كبار المسؤولين في وزارة الدفاع إلى مصانع الأسلحة في وقت يشير إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا المحلية لم يعد الخيار الأمثل، خاصةً في ظل العقوبات الغربية. وقد ترك الجيش الروسي وراءه كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة في شرق وجنوب أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة.

التكنولوجيا الروسية والتبعية للغرب

افتقار الأسلحة الروسية للدقة كان موضوع حديث قائد كتيبة فوستوك، ألكسندر خوداكوفسكي. إذ تساهم الأسلحة المتطورة التي يحصل عليها الجيش الأوكراني، كمدافع الناتو ذات العيار 155 مم، في تحقيق دقة وفعالية غير متاحة للقوات الروسية. حتى وإن كانت صواريخ هيمارس الأمريكية ذات قوة محدودة، إلا أن دقتها تجعلهها تحقق أهدافها بفعالية عالية.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه الروس تحديات تتعلق بدقة نظام تحديد المواقع العالمي GPS، الذي يعتمد على الدعم الغربي. مما يؤدي إلى مشاكل في تسليم الضربات الجوية بدقة. ومع ذلك، أعلن قائد كتيبة فوستوك عن مساعي الروس لتعزيز استقلالية أنظمتهم العسكرية من خلال دمج تكنولوجيا مثل Aistenok في الدرون الروسية.

الدرون الإيرانية “شاهد” وتغيير المعادلة العسكرية

بعد الزيادة في تكاليف نظام الدفاع الروسي نتيجة لاستخدام الدرون التركية وغيرها، وجدت روسيا نفسها مضطرة لاستيراد الدرون الإيرانية بجميع طرازاتها. وقد حققت هذه الدرون نجاحات تكتيكية ملحوظة، مثل الهجوم على ميناء أوديسا الأوكراني، وتمكنت حديثًا من الوصول إلى أهداف في عمق كييف.

ما الذي تضيفه الصفقة الجديدة “صواريخ ذو الفقار وفاتح 110” للقوات الروسية؟

أظهرت الصواريخ الإيرانية فعالية في اختراق الأنظمة الدفاعية العالية التكنولوجيا، مثل تلك الأمريكية في السعودية. كما أن تكلفة استيرادها من إيران يمكن أن تكون أقل بكثير مقارنة بتكاليف التصنيع في ظل العقوبات المفروضة على روسيا. وبالتالي، قد تغيير هذه الصواريخ معادلات القوة في ساحة المعركة، خاصةً في ظل ضعف الأنظمة الدفاعية الأوكرانية.

قدرات الصاروخ ” فاتح 110″ Fateh 110

يمتد مدى هذا الصاروخ إلى 300 كيلو متر، ويحمل رأسًا حربيًا يزن 650 كيلو غرام. وتؤكد المعلومات الإيرانية أن الجيل الرابع يتمتع بدقة عالية مع معدل انحراف دائري لا يتجاوز ثلاثة أمتار.

يُعتبر فاتح 110 نظيرًا لصاروخ ATACMS الأمريكي، لكنه يحمل رأسًا حربيًا ثقيلًا ثلاثة أضعاف.

قدرات الصاروخ “ذو الفقار الإيراني” Zolfaghar

ذو الفقار هو صاروخ باليستي أكبر، يمتد مداه إلى 700 كيلو متر ويحمل رأسًا حربيًا يزن بين 600 و700 كيلو غرام. يفتقر هذا الصاروخ إلى أنظمة التحكم المتقدمة، مما يجعله عرضة للإسقاط بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الفعالة، وهو ما يمثل تحديًا للجيش الأوكراني في الوقت الراهن.

تقرير: أحمد صابر عباس – باحث في الأمن الدولي بجامعة بكين والمتخصص في استخبارات المصادر المفتوحة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى