
كشفت صحيفة متخصصة في السلاح والعتاد العسكري عن خمسة أسباب رئيسية تدفع الغرب للتردد في تزويد أوكرانيا بدبابات حديثة مثل “ليوبارد 2” و”أبرامز” الأمريكية.
منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، طالب نظام كييف بتزويده بهذه الدبابات، وظهر في الغرب أيضاً دعوات مماثلة من أجل تسليم الجيش الأوكراني والمليشيات المتحالفة مع كييف الدبابات الغربية الرئيسية. وذكرت مجلة “ميلتاري واتش” المتخصصة في هذا المجال أن هناك عوامل متعددة تؤثر على هذا القرار.
على الرغم من إرسال كميات هائلة من الأسلحة والطائرات بدون طيار ودبابات سوفيتية الصنع إلى أوكرانيا، إلا أن الشكوك تتزايد حول إمكانية إرسال دبابات غربية الصنع. ويرجع ذلك إلى خمسة عوامل رئيسية، خاصة فيما يتعلق بتسليم دبابات “لوبارد 2” الألمانية ودبابات “أبرامز”، والتي تعد تصميمات متشابهة في العديد من النواحي.
1- المخاطر المرتبطة بوقوع الدبابات في يد روسيا
يُعدّ التهديد المحتمل الذي يمكن أن تسببه عمليات تسليم الدبابتين “ليوبارد 2” و”أبرامز” من الأسباب الأولى التي تثير القلق، وذلك بسبب الاعتماد الكبير عليهما من قبل “الناتو” والدول المتحالفة في جميع أنحاء العالم.
“تعتبر هذه الدبابات من أسهل المعدات التي يمكن للقوات الروسية الحصول عليها. إذا استولى الجيش الروسي على أي منهما، يمكن أن تقدم له معلومات استخباراتية قيمة، مما يزيد من المخاطر في حال اندلاع القتال.”
مجلة “ميلتاري واتش”
2- صدمة “سيناريو حلب”
تشير المجلة إلى أن العامل الثاني، والأهم على الأرجح، هو تساؤلات حول فعالية الدبابات بسبب استخداماتها السابقة ضد جهات فاعلة غير حكومية.
“تعرضت دبابات ليوبارد التركية وأبرامز العراقية لخسائر كبيرة خلال المواجهات مع تنظيم “داعش”. وأظهرت دبابات “ليوبارد 2” في حلب أوجه ضعف خطيرة، حيث ذكرت التقارير أنها تعرضت لعدة أعطال قاتلة.”
مجلة “ميلتاري واتش”
تقييم مؤسسة “Stars and Stripes” لسمعة الدبابة الألمانية أظهر أنها تعرضت لضغوط كبيرة في معارك مع مقاتلي “داعش”، وصفت صحيفة “National Interest” أداء الدبابة بأنه “محرج” لافتقارها للدروع الفعالة.
“أفادت تقارير أن الاشتباكات الأولى لدبابات “ليوبارد 2” كانت صدمة للقادة العسكريين الأتراك، مما أثار تساؤلات حول جدوى استخدام الدبابات المتقدمة في القتال.”
استعراض دبابات ليوبارد 2 وأبرامز: التحديات والفوائد
في تحليلها الأخير، تطرقت مجلة “ميلتاري واتش” المتخصصة في الأسلحة والعتاد العسكري إلى الأداء المتباين لدبابات ليوبارد 2 وأبرامز، مع التركيز على استخدامها في الصراعات الحديثة.
خسائر مرعبة في المعارك
تناول المقال كيف استخدم الجيش التركي دبابات ليوبارد 2 ضد الميليشيات الكردية، حيث تعرضت هذه الدبابات لخسائر فادحة، بينما كانت خسائر دبابات أبرامز العراقية مشابهة. وهذا يثير القلق لدى المشترين الدوليين بشأن الاستثمار في هذه الأنظمة العسكرية.
“الخسائر الكبيرة التي تكبدتها دبابات ليوبارد 2 وأبرامز أمام الدروع الروسية في سوريا يمكن أن تؤدي إلى تراجع الاهتمام من الأطراف الخارجية في هذه التصاميم، خصوصاً أن كلا الدبابتين مصممتان للإ export بشكل أساسي.”
التكاليف المرتفعة وعوامل التشغيل
أشارت المجلة إلى أن ارتفاع تكاليف تشغيل دبابات ليوبارد 2 وأبرامز يمثل عائقاً مهماً. فإحدى هذه الدبابات تحتاج إلى وقود بكميات كبيرة، بينما الأخرى تعتمد على محركات توربينات غازية تتطلب صيانة عالية.
“عدم تصنيع هذه الدبابات على نطاق واسع يعني أنه يجب سحب الوحدات الاحتياطية، مما قد يكلف مليارات لتجديدها.”
تحدي عدم التوافق
أكدت المجلة أن مشكلة عدم توافق الدبابات مع مخزونات الدروع الحالية في أوكرانيا قد تكون خطيرة، حيث يعد إدماج عيارات جديدة من الأسلحة إحدى التحديات الكبيرة.
الوزن وقيود البنية التحتية
بينما ذكرت الصحيفة، فإن دبابات ليوبارد 2 وأبرامز، مقارنة بنظيراتها الروسية والسوفييتية، ثقيلة جداً وقد تعاني من قيود عند استخدام البنية التحتية العامة مثل الجسور والطرق. هذا يحد من فعاليتها دعماً للجيش الأوكراني.
“قلة وجود الملحقات الآلية في الدبابات الغربية تتطلب ضخامة أكبر من العنصر البشري، أعلى بنسبة 33% مقارنة بالدبابات الروسية، وهذا يمثل عائقاً رئيسياً للعديد من الدول.”
ختاماً، على الرغم من امتلاك العديد من الدول الغربية لهذه الدبابات، إلا أن أي منها لم تقدّم حتى الآن طلباً لألمانيا أو أمريكا لاستخدامها من قبل أطراف ثالثة، مثل أوكرانيا.





