إيرانالأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الإقليمية

القاذفة الخفية “بي-2”: هل تمتلك القدرة على إيقاف البرنامج النووي الإيراني؟

تتزايد التوقعات حول الدور الحاسم لقاذفة “بي-2 سبيريت” الأمريكية الشبحية في مواجهة محتملة مع إيران، خاصة مع تصاعد التوترات والبيانات العدائية الأخيرة. هل تمتلك هذه الطائرة القدرة الكافية لإبطال مفعول البرنامج النووي الإيراني؟ وإلى أي مدى يمكن لإسرائيل الاعتماد عليها في استهداف منشآت استراتيجية مثل “فوردو”؟

تكمن أهمية “بي-2” في ميزاتها الفريدة التي تتيح لها اختراق الدفاعات الجوية المتقدمة واستهداف المنشآت المحصنة بفاعلية، مما يجعلها مرشحة أساسية لأي ضربة أمريكية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية. وتعتبر منشأة فوردو، التي تقع جنوبي طهران وتعتمد على بناء محفور في عمق الأرض، هدفا رئيسيا يثير مخاوف إسرائيل. وقد أشار تقرير من معهد دراسات الحرب إلى أن عدم تدمير فوردو قد يسمح لإيران بإنتاج يورانيوم يكفي لتصنيع تسعة أسلحة نووية خلال شهر واحد.

تعي إسرائيل تماماً مدى صعوبة تدمير منشأة مثل فوردو، التي تقع على عمق يتراوح بين 80 إلى 90 متراً تحت الأرض. لذا فهي تناشد واشنطن لتولي هذه المهمة المعقدة، التي تبدو ممكنة بفضل قاذفات نورثروب غرومان “بي-2″، وخاصة مع وجود قنابل مصممة للاختراق تصل لأعماق تصل إلى 61 متراً مثل قنبلة “جي-بي-يو-57”.

تعرف الى قاذفة "بي 2" الشبحية التي تعرضت لحادث باحدى القواعد الأمريكية |  Defense Arabia

قدرات “بي-2”: أداة الردع والضربة الجراحية

تُعتبر قاذفة “بي-2 سبيريت” قاذفة ثقيلة متعددة الاستخدامات، يمكنها حمل ذخائر تقليدية ونووية. بفضل تصميمها الشبحاني، تتمتع بقدرة غير مسبوقة على التخفي عن أجهزة الرادار، مما يمكّنها من تجاوز المتاريس الدفاعية الثقيلة. إليك أبرز خصائصها التقنية:

  • الوظيفة الرئيسية: قاذفة ثقيلة متعددة الأدوار.
  • المحرك: مزودة بأربعة محركات من طراز جنرال إلكتريك F118-GE-100.
  • قوة الدفع: تبلغ 17,300 رطل لكل محرك (ما يزيد عن 7 آلاف كجم).
  • عرض الجناحين: 52.12 متراً.
  • الطول: 20.9 متراً.
  • الارتفاع: 5.1 متراً.
  • الوزن: 72,575 كجم.
  • سعة الوقود: 75,750 كجم.
  • الحمولة: 18,144 كجم.
  • السرعة: فرط صوتية.
  • المدى: عابرة للقارات.
  • التسليح: أسلحة تقليدية أو نووية.
  • الطاقم: طياران.
  • التكلفة: حوالي 1.157 مليار دولار أمريكي (أسعار 1998)، واليوم: 2.1 مليار دولار.
  • تاريخ التشغيل: أبريل 1997.

تنفرد “بي-2” بدقتها الفائقة وقدرتها على حمل قنابل خارقة للتحصينات، مثل قنبلة “جي-بي-يو-57 إيه/بي (موب)” التي تزن 30 ألف رطل (أكثر من 13 ألف كجم)، وهي ميزات تفتقر إليها القوة الجوية الإسرائيلية. وقد تم تصميم مخازن أسلحتها الداخلية للحفاظ على خصائص التخفي مع إمكانية استيعاب حمولات كبيرة، بما في ذلك قنبلتان من هذا النوع. كما تُعتبر جزءًا أساسياً من القوة النووية الأمريكية، إذ تستطيع حمل قرابة 16 قنبلة نووية من طراز “بي-83”.

تعد “بي-2” المرشح المثالي تقريباً لمهمة تحطيم منشأة فوردو بفضل قدرتها على حمل هذه القنابل الضخمة. ورغم إمكانية قاذفات أخرى مثل “بي-52” القيام بمهمات مشابهة نظرياً، إلا أن سهولة اكتشافها تجعلها خياراً غير مناسب، بينما تتميز “بي-2” بكونها “الأكثر قدرة على التخفي في الأسطول الجوي الأمريكي”.

“بي-2”: من الردع النووي إلى القوة الضاربة

على الرغم من أن “بي-2” دخلت الخدمة في أواخر الثمانينيات كجزء من استراتيجية ردع نووي تجاه الاتحاد السوفيتي، إلا أن استخدامها لأول مرة في العمليات كان خلال حرب كوسوفو في عام 1999، حيث حققت رقماً قياسياً في أطول مهمة جوية من حيث المسافة. ومنذ تلك اللحظة، تم نشرها في معظم النزاعات التي شاركت فيها الولايات المتحدة، مما يعكس تنوع قدراتها وكفاءتها.

تتواجد القاذفات الاستراتيجية “بي-2” في عدة مناطق حول العالم، بما في ذلك مناطق مثل ليبيا والعراق وأفغانستان. ورغم قلة عددها (19 قاذفة فقط)، إلا أنها تُعتبر واحدة من أهم دعائم القوة الجوية الأمريكية.

تحظى “بي-2” بسمعة قوية كأداة حقيقية للردع، مما يجعل الدبلوماسية الأمريكية تعتمد عليها بشكل كبير. فعند نشرها في قواعد عسكرية خارج الولايات المتحدة، كقاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، يتم إرسال إشارات واضحة للطرف الآخر، كما حدث عندما أُرسلت ست قاذفات من طراز “بي-2” إلى دييغو غارسيا في أبريل السابق في تحذير للحوثيين في اليمن.

أهمية قاعدة دييغو غارسيا في أي هجوم محتمل ضد إيران

تعتبر قاعدة دييغو غارسيا عنصرًا حيويًا في أي خطط عسكرية أمريكية تتعلق بإيران. على الرغم من أن قاذفة “بي-2” قادرة على الانطلاق من قاعدتها الأم في ميسوري لضرب أهداف حول العالم، فإن الانطلاق من موقع أقرب إلى إيران يمنح مزايا تشغيلية ولوجستية كبيرة.

إذ أن الرحلة من ميسوري قد تحتاج لأكثر من 12 ساعة وتتطلب عمليات تزويد بالوقود جوا، مما يعقد الأمور اللوجستية. بينما يمكن للقاذفة “بي-2” الوصول إلى إيران خلال أربع أو خمس ساعات فقط انطلاقًا من دييغو غارسيا، مما يجعلها خياراً محوريًا في العمليات التي تتطلب سرعة في التنفيذ.

ومع ذلك، تحمل قاعدة دييغو غارسيا بعض التحديات، حيث تكون تحت مراقبة مكثفة، مما يعني أن إيران قد تكتشف وصول القاذفات الشبحية. وعلى الرغم من أن ذلك قد لا يهدد سلامة العمليات الجوية الأمريكية، خاصة بعد تدمير إسرائيل للكثير من الدفاعات الجوية الإيرانية، إلا أن إيران قد تستفيد من هذه المسألة لتغيير مواقع عناصرها النووية القابلة للتحريك، وإخفائها بعيدًا عن الأهداف الحيوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى