
علي نور الدين
في الآونة الأخيرة، تزايدت جهود تركيا لإعادة العلاقات مع سوريا، بعد عقد من القطيعة التي أدت إلى مواجهات عسكرية مباشرة.
تشير التقارير الإعلامية إلى أن رئيس المخابرات التركية، حاقان فيدان، قد أجرى عدة اجتماعات مع نظيره السوري، اللواء علي مملوك، في العاصمة دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية. يرصد المحللون هذا كخطوة إيجابية نحو تحسين العلاقات بفضل التدخل الروسي، حيث لا تزال تركيا تدعم الفصائل المسلحة في حلب وإدلب بشكل علني. ومع ذلك، فإن هذا التقارب يواجه تحديات عديدة تتعلق بمصير مقاتلي هذه الفصائل وأوضاع المجموعات الكردية في شمال الفرات.
وحسب التقديرات الإعلامية، ناقش مملوك وفيدان احتمال تنظيم لقاء بين وزيري خارجية الدولتين، وهو ما يمكن أن يسهل تبادل وجهات النظر والتفاهم حول القضايا العالقة.
علاوة على ذلك، أفادت صحيفة “حرييت” التركية أن الرئيس رجب طيب إردوغان قد أعرب عن استعداده للقاء بشار الأسد، إذا حضر الأخير قمة شانغهاي في أوزبكستان، وهو ما أُعلن في اجتماع مغلق لحزب العدالة والتنمية.
تركيا والتحالف المعارض
كما ذكرت وكالة سبوتنيك أن المخابرات التركية قد أبلغت “الائتلاف الوطني المعارض” بالحاجة إلى مغادرة الأراضي التركية قبل نهاية العام، مما يشير إلى تغير سياسي تشهده أنقرة مع تقاربها مع الحكومة السورية.
التوافق في قضايا النازحين
من الواضح أن هناك توافقًا بين تركيا وسوريا حول ملف النازحين وضرورة عودتهم، وهو ما تمثل في إعادة أكثر من 100 شاب إلى بلادهم، مع وجود آلاف آخرين يستعدون للعودة. وقد أثرت الظروف الاقتصادية ووجود حملات معارضة على وجود هؤلاء النازحين في تركيا، مما زاد من الضغوط على حكومة إردوغان القريبة من الانتخابات.
تعيش تركيا الآن تحت ضغط من المعارضة، التي تستخدم مسألة اللاجئين كأداة انتخابية، مع تعهد بعض الأحزاب بإنهاء وجودهم في البلاد. وتُقدّر أعداد النازحين بنحو 3.5 مليون شخص، بينما عاد وفقاً لوزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، حوالي 506 آلاف بشكل طوعي في السنوات الأخيرة.
بهذه الإجراءات، تسعى تركيا لتقليل الاستغلال السياسي لقضية اللاجئين من قبل الإدارة الأمريكية والدول الغربية، ولتثبيت الاستقرار في شمال سوريا. يبدو أن الأطراف التركية والسورية تتجه نحو خيار الحوار والتسوية الداخلية.





