الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الدوليةالحرب الروسية الأوكرانية

الثورة الأوكرانية: كيف تنقلب موازين القوة وتدفع الغرب لتعزيز الدعم العسكري كييف

الهجوم الأوكراني المضاد يقلب الموازين ويحفز الدعم العسكري الغربي للقوات الأوكرانية

الحرب الروسية الأوكرانية تظل مليئة بالمفاجآت والتطورات. حيث كانت التوقعات تشير إلى سقوط سريع لأوكرانيا، إلا أن روسيا واجهت مقاومة شديدة من الشعب والجيش الأوكراني. هذه المقاومة تحولت من دفاع إلى هجوم مضاد، مما قاد إلى استعادة حوالي 3000 كيلومتر مربع من الأراضي التي كانت تحت سيطرة الجيش الروسي. وأكد الجيش الأوكراني استعادة 20 قرية خلال الهجوم المضاد في شمال شرق البلاد.

الجدير بالذكر أن الهجوم المضاد الأوكراني في الشرق حقق نجاحات هائلة، ويبدو أن الجيش الروسي لا يزال يبحث عن نقاط ضعف لتنفيذ اختراقات. وأفاد الجيش الأوكراني بأن عدد ضحايا الجيش الروسي قد وصل إلى 50000 جندي، بالإضافة إلى خسائر فادحة في المعدات والأسلحة، خاصة الأنظمة الحديثة. الصور القادمة من مناطق مثل “خاركيف” تُظهر انسحاب القوات الروسية وتركهم للمعدات العسكرية والذخيرة خلفهم.

في تفاصيل أكثر، انسحبت القوات الروسية من منطقة “إيزيوم” في حالة من الارتباك، مما عرضها لخطر الهجمات من القوات الأوكرانية. وقد تركت الكثير من العربات المدرعة والأسلحة والمعدات وراءها.

هذا التقدم الملحوظ للقوات الأوكرانية بلا شك سيعزز دعم الدول الغربية لأوكرانيا. الكثير من السياسيين الألمان دعوا إلى زيادة تسليم الأسلحة لأوكرانيا، حيث صرح مايكل روث، رئيس لجنة الشؤون الخارجية لحزب الاشتراكيين الديمقراطيين، بأن أوكرانيا بحاجة إلى أسلحة جديدة تمكنها من تحرير أراضيها المحتلة وضمان استقرارها. ولذلك، يجب على الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبولندا، العمل سوياً لتوسيع هذا الدعم.

في المقابل، تسعى القوات الروسية لتعزيز قدراتها لمواجهة الهجوم الأوكراني. وقد ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن النجاحات السريعة للقوات الأوكرانية لها تأثيرات هامة على التصميم العملياتي الروسي، مما قد يجبر غالبية القوات في أوكرانيا على التركيز على إجراءات دفاعية عاجلة.

الهجوم العسكري الأوكراني الكبير ضد روسيا: توقيع أمريكي خلف الكواليس؟

بقلم ستيف باليستريري
نشرت قبل 4 ساعات

دبابة T-84 الأوكرانية.

نجح الهجوم المضاد لأوكرانيا في منطقته الشرقية بشكل ملحوظ، حيث استعاد الجيش الأوكراني نحو 3000 كيلومتر مربع من الأراضي المحتلة من قبل القوات الروسية.

تعكس هذه العملية، التي كانت فعالة بفضل الدعم الاستخباراتي الأمريكي، أساليب مشابهة لتلك التي تستخدمها القوات الخاصة الأمريكية، وفقًا لمسؤول سابق في الحكومة الأمريكية.

ذكرت إيفلين فاركاس، التي كانت كبيرة مسؤولي البنتاغون بشأن أوكرانيا وروسيا خلال فترة أوباما، قائلة: “تم تدريب هؤلاء الرجال على يد القوات الخاصة لأكثر من ثماني سنوات، وتلقوا تعليمًا مكثفًا في أساليب الحرب غير النظامية. حصلوا على دروس من عملائنا في مجالات الخداع والعمليات النفسية.”

ردود الفعل الروسية على الانسحاب المفاجئ

في انسحاب غير منظم من منطقة إيزيوم، كان الجيش الروسي في حالة من الفوضى، معرضًا للتطويق وكسر صفوفه. كما تركت القوات الروسية الكثير من العتاد والدروع خلفها، بما في ذلك الأسلحة والمعدات والذخيرة.

من المهم في هذه المرحلة أن نفهم الآثار بعيدة المدى لهذا الحدث. يبدو أن الجيش الروسي يواجه هزيمة كبيرة، وهي هزيمة كافية ليعترف بها قادته. حتى المدونين المؤيدين لروسيا الذين كانوا دائمًا يروجون لصورة إيجابية تعزز من قدراتهم، بدأوا في تغيير نغمتهم.

إيغور ستريلكوف، الذي كان رئيسًا لميليشيا جمهورية دونيتسك الشعبية، انتقد الغزو الروسي، مشددًا على نقطة ضعف في استراتيجيات الطيران الروسي.

تحدث رمضان قديروف، زعيم الشيشان المقرب من الكرملين، مطالبًا القيادة العسكرية الروسية بإعادة تقييم استراتيجياتها بعد الأحداث الحاسمة في الأيام القليلة الماضية، حيث أعرب عن قلقه من أن الرئيس الروسي قد لا يكون على دراية كاملة بالواقع.

أعرب قديروف في رسالة وجهها عبر قناته على Telegram يوم الأحد عن رأيه: “لقد ارتكبوا أخطاء، وأعتقد أنهم سيتوصلون إلى النتائج اللازمة”.

وأفاد قديروف، الذي يملك خبرة عسكرية واسعة، “إذا لم يتم إجراء تغييرات في الاستراتيجية اليوم أو غدًا، سأكون مضطرًا للتواصل مع قيادة وزارة الدفاع وقيادة البلاد لشرح الوضع الحقيقي على الأرض. الوضع حرج للغاية، ويمكن أن يتسبب في ذعر المدنيين.” واصفًا الوضع بأنه “مثير للاهتمام للغاية” و”مذهل”.

في غضون ذلك، أحدث الهجوم المفاجئ من أوكرانيا تحولًا جذريًا في موقف ألمانيا تجاه دعم كييف بالأسلحة المتطورة. حيث اعتبرت برلين أن تقديم هذه الأسلحة قد يؤدي فقط إلى إطالة أمد الحرب التي قد تخرج روسيا منها منتصرة.

في ذات السياق، قال مايكل روث، رئيس لجنة الشؤون الخارجية لحزب الاشتراكيين الديمقراطيين، الذي يقود حكومة المستشار أولاف شولتز، “في هذه المرحلة الجديدة من الحرب، تحتاج أوكرانيا إلى أسلحة تمكنها من استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا والحفاظ عليها تحت سيطرتها بشكل مستدام”.

استراتيجية روسيا: الانسحاب وإعادة التقييم

تعمل القوات الروسية على تعزيز مواقعها بسرعة، وقد تسعى لاستغلال الوضع الدفاعي الممتد لأوكرانيا. وفي تقييمها الاستخباري اليومي، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن “النجاحات العسكرية السريعة لأوكرانيا تؤثر بشكل كبير على الاستراتيجيات العامة لروسيا. من المحتمل أن يكون معظم القوات الروسية مضطرين للتركيز على تدريبات الدفاع الطارئة”.

كما أضافت الوزارة “إن الثقة المتضائلة بالفعل في القوات التابعة للقيادة العسكرية الروسية العليا من المرجح أن تتدهور بشكل أكبر. ورغم وجود جيوب من المقاومة في هذا القطاع، استعادت أوكرانيا منذ يوم الأربعاء مساحة تعادل ضعف مساحة لندن الكبرى على الأقل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى