من المدهش أن تلجأ روسيا إلى إيران من أجل الحصول على طائرات مسيرة حديثة.
ويعود السبب في ذلك إلى أن روسيا، على الرغم من تميزها في العديد من مجالات الأسلحة، قد تأخرت في دخول عالم الطائرات المسيرة، مثلها مثل العديد من القوى العسكرية المتقدمة مثل فرنسا وبريطانيا.
تُعتبر روسيا متأخرة في عدد الطائرات بدون طيار المخصصة للهجمات، التي تتمكن من استهداف الأهداف بدقة داخل أراضي الأعداء. وعادةً ما تعتمد روسيا على الطائرة المحلية “Orlan-10” التي تُعتبر أصغر وأبسط من نظيرتها التركية بيرقدار.
تحتوي طائرات “Orlan-10” على كاميرات وتمتلك القدرة على حمل قنابل صغيرة. ومع ذلك، يُظهر الواضح أن هناك قيودًا على قدرات هذه الطائرات، بالإضافة إلى العدد المحدود منها مع استمرار النزاعات.
تحظى روسيا بخيارين فقط لتعويض نقص قدراتها في الطائرات القتالية بدون طيار: الصين وإيران. لكن الصين تمتع بعلاقات اقتصادية وثيقة مع الولايات المتحدة، مما يجعلها تتردد في تزويد روسيا بطائرات مسيرة قتالية لتجنب العقوبات الأمريكية.
نجحت إيران في تطوير برنامج طائراتها المسيرة، مما جعلها تتبوأ مكانة مهمة في هذا المجال.
كما أصدرت إدارة بايدن صوراً أقمار صناعية، الشهر الماضي، تشير إلى زيارات المسؤولين الروس لمطار كاشان في 8 يونيو و5 يوليو، للمعاينة على طائرات دون طيار إيرانية.
رغم عدم تأكيد روسيا لصفقة شراء الطائرات، زعمت مصادر أمريكية أن الصفقة قد تمت ووصلت الطائرات، وبدأت الجهات الأمريكية بتقييم قدراتها.
استغرق التفاوض على الصفقة عدة أشهر وفقاً لما صرح به مسؤول أمني أمريكي لصحيفة Washington Post.
غادرت طائرات النقل الروسية إيران في 19 أغسطس 2022 محملة على الأقل بنوعين من الطائرات المسيرة، تضمنت الشحنة طرازين من طائرات شاهد، هما شاهد 129 وشاهد 191، بالإضافة إلى مهاجر 6.
ووفقاً للمسؤول، يُحتمل أن تكون هذه الصفقة جزءاً من خطة روسيا لشراء مئات من هذه الطائرات.
بينما يمكن أن تقدم الطائرات الإيرانية دعمًا كبيرًا للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا، ذكرت مصادر أمنية من الولايات المتحدة أن الشحنة الأولى واجهت مشاكل فنية.
وفقاً لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، تعرضت روسيا “لإخفاقات عديدة” في اختبارات الطائرات الإيرانية التي تم شراؤها من طهران هذا الشهر، قبل استخدامها في النزاع الأوكراني.
أشار مسؤول أمني يتعاون مع واشنطن أن “هناك بعض الأخطاء في النظام”، مضيفًا أن “الروس غير راضين”.
المصدر: عربي بوست
