علي الهاشممقالات رأي

“البي ون بي: كيف غيرت هذه القاذفة الاستراتيجية موازين القوة في العالم – الحلقة الأولى”

علي الهاشم – باحث ومختص كويتي بمجال الدفاع والطيران والأنظمة الدفاعية

تُعتبر القاذفة B-1B واحدة من أبرز الطائرات في تاريخ الطيران العسكري، حيث جمعت بين مجموعة من المهام والميزات لم يُصمّم أساسًا لتنفيذها، لكنها أثبتت أنها تضاهي قيمتها وزناً ذهبياً.

مفهوم الطائرة القاذفة الاستراتيجية

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، بدأ تطوير مفهوم الطائرات الاستراتيجية، والذي يتطلب ثلاثة عناصر رئيسية لتحقيق الفعالية:

  • أولاً، يجب أن تمتاز الطائرة بمدى بعيد نسبياً.
  • ثانياً، ينبغي أن تكون قادرة على حمل حمولة ثقيلة.
  • ثالثاً، يجب أن تحتوي على أنظمة متطورة لتحقيق أهدافها بدقة عالية.

في خلال الحرب العالمية الثانية، ساعد القصف الاستراتيجي الحلفاء في weakening القوة النازية، مما أتاح لهم تحرير فرنسا. وكذلك، كانت لهذه الاستراتيجية دور حاسم في تدمير الإمبراطورية اليابانية في المسرح الباسفيكي، مما ساهم في إنهاء الحرب.

مع بداية الحرب الباردة، قامت الولايات المتحدة بالحفاظ على قوة الضربة للقاذفات الاستراتيجية كوسيلة حاسمة من وسائل الردع النووي. وقد أُنشئت قيادة الطيران الاستراتيجي (SAC) في عام 1946، مباشرة بعد انتهاء الحرب.

تكمن قوة القاذفة الاستراتيجية في قدرتها على تدمير الأهداف مع تجنب الدفاعات أو أنظمة الرصد الخاصة بالعدو، وذلك باستخدام تقنيات متقدمة لضمان الدقة في إصابة الأهداف والعودة سالمة.

وهكذا بدأت مسيرة القاذفة B-1B.

القاذفة الاستراتيجية B-1B

السرعة ليست كافية

على الرغم من دخول تكنولوجيا الدفع النفاث في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لم يكن لدى القاذفات القدرة على الارتفاع فوق سرعة الصوت لتلبية متطلبات تنفيذ مهام القصف النووي بنجاح. فقد برزت القاذفات السابقة مثل B-52 وB-47 بمدى طيرانها الطويل، ولكنها لم تكن دائماً كافية لحمايتها من العواقب المدمرة لانفجارات نووية.

استحدث سلاح الجو تكتيكاً للتسلل على ارتفاعات منخفضة، مما يسمح لها بإسقاط القنابل ثم الانتقال بأقصى سرعة إلى ارتفاع عالي، للابتعاد عن تأثيرات الانفجار النووي.

يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى