مقالات رأينسرين شاتيلا

استكشاف عالم الذكاء الاصطناعي: أشكال وحيثيات التسلح والمخاطر المحتملة

نسرين شاتيلا

في العصر الحديث، يزداد سباق التسليح ويتحول إلى ضرورة ملحة لكل الدول، لا سيما العظمى منها. ومع تقدم التكنولوجيا، أصبح التسلح بالذكاء الاصطناعي يُعتبر خطوة استراتيجية، حيث يُمكن أن يساهم في تقليل الخسائر البشرية والتحكم في مجريات الحروب عن بعد.

بلا شك، سيُلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محورياً في تحديد شكل الحروب المستقبلية. ومن المتوقع أن الدول الرائدة في هذا المجال ستتربع على عرش القوة العسكرية.

شهدنا في الآونة الأخيرة ظهور بعض الأسلحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، رغم أن مستوى ذكائها لا يزال محدودًا. إلا أن هذا يُعتبر نقلة كبيرة نحو مفهوم جديد من الأسلحة وحروب المستقبل.

أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسلح

إليك بعض أنواع الذكاء الاصطناعي التي أثبتت فعاليتها في النزاعات المعاصرة:

  1. الصواريخ الروسية الموجّهة بالذكاء الاصطناعي، التي يمكنها تغيير أهدافها أثناء التحليق دون تدخل بشري. وقد تم استخدامها من قِبل روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
  2. النموذج القتالي “الشبكة العصبية” الذي طورته شركة كلاشينكوف. يحتوي على كاميرا ومدفع رشاش، ويتمتع بالقدرة على اتخاذ قرارات تصويبية دون الحاجة للبشر.
  3. المدفع الرشاش الكوري الجنوبي “سوبر إيجس”، الذي تم الكشف عنه في عام 2010، وقادر على تحديد وتتبع وتدمير أهداف متحركة ضمن نطاق يصل إلى 4 كم.
  4. المسيّرة “هابري” المضادة للرادار، التي تطلقها القوات البرية لتبحث عن الرادارات المستهدفة وتقوم بتدميرها.
  5. الطائرات “كاميكازي” أو الذخائر المتسكعة، التي تعمل ذاتيًا وتتبع أهدافًا محددة لتدميرها بواسطة الاصطدام.
  6. السفينة الحربية الأمريكية “سي هانتر”، المُصمّمة للعمل لفترات طويلة بمفردها في البحار، وتستطيع توجيه نفسها داخل وخارج الموانئ.

دول رائدة في الذكاء الاصطناعي العسكري

تتصدر قائمة الدول التي تمتلك أكبر عدد من الأسلحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي كل من: سنغافورة، ألمانيا، أمريكا، السويد، إسلند، بريطانيا، كندا، إسرائيل، الصين وكوريا الجنوبية.

المخاوف والتحديات

تُثير الحروب الذكية قلقًا كبيرًا لدى العديد من الدول، خاصةً تلك التي لا تمتلك القدرة على تطوير أو استخدام هذه الأنظمة. هل يمكن أن تخرج حرب بهذا الذكاء عن السيطرة؟ من سيكون مسؤولًا عن الأخطاء التي قد تحدث، الإنسان أم الآلة؟ وكيف يمكن محاسبة الآلة؟

نظرًا لهذه المخاوف، دعت بوني دوكيرتي، المحاضرة في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، إلى ضرورة إيقاف هذا النوع من التسلح الذكي. وقد أطلقت حملة سياستها “أوقفوا الروبوتات القاتلة”، بالتعاون مع منظمات غير حكومية، منادياً بمعاهدة دولية لجعل الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل غير قانونية.

في الوقت نفسه، ترفض الدول الكبرى المسارعة للتوقيع على أي معاهدة تُجمّد استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة، غير آبهة بالصراعات العسكرية القائمة، مثل تلك بين روسيا وأمريكا والصين.

هل نحن أمام احتمال خطر يتجاوز حتى التهديد النووي؟ وماذا سيحدث إذا تم دمج الذكاء الاصطناعي مع الأسلحة النووية في المستقبل؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى