الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الدولية

“الصين تعلن عن خطتها العسكرية للرد على التوترات مع تايوان”

تسلط التدريبات العسكرية التي تجريها الصين هذا الأسبوع حول تايوان الضوء على الخطوات المحتملة التي قد تتخذها بكين ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايبيه.

وفقًا لتقرير صحيفة “وول ستريت جورنال”، تشمل التدريبات ست مناطق تحيط بتايوان، وفي بعض الأحيان تتداخل مع ما تدعي تايبيه أنها مياهها الإقليمية، حيث تقع على بعد 12 ميلا من سواحلها. فقد شبه بعض المحللين العسكريين هذه التدريبات بحصار مؤقت.

تعتبر بكين تايوان جزءًا من أراضيها ويجب استعادتها بالقوة إذا لزم الأمر. وقد قامت الصين بتعزيز قوتها العسكرية لعقود بهدف تحقيق هذا الهدف، بينما تعهدت الولايات المتحدة بدعم الجزيرة. ومع ذلك، يعتقد العديد من المحللين العسكريين أن القدرات الصينية المتاحة لا تكفي لشن غزو مباشر، مما يجعل هذه العملية معقدة وصعبة في السنوات القادمة.

بدلاً من ذلك، يُتوقع أن تسعى بكين لضغوط على تايوان بدلاً من فرض حرب مباشرة عليها.

يقول برايان كلارك، الزميل في معهد هدسون، “إنه تمرين تحذيري”، مشيرًا إلى أن الصينيين يعملون على تجميع القوات لتبدو وكأنها حصار، مما يظهر قدرتهم على تنفيذ مثل هذا العمل.

بدأ الجيش الصيني التدريبات يوم الخميس مع القيام بمناورات تشمل طائرات حربية وسفن بالإضافة إلى صواريخ باليستية. ويتوقع المحللون العسكريون أن تشمل هذه المناورات البحرية والجوية الكبيرة في الأيام المقبلة، مما يعكس السيطرة على المحيطات المحيطة بتايوان.

أدت قرب التدريبات من الموانئ والممرات التجارية إلى بعض التأخيرات في الشحن والطيران، مما يبرز القليل من الألم الذي يمكن أن تعاني منه تايوان والأسواق العالمية نتيجة لهذا الضغط.

وفي حديثه قبل بدء التدريبات، قال اللواء منغ شيانغتشينغ من جامعة الدفاع الوطني لجيش التحرير الشعبي الصيني، “هذا يهيئ لتطويق جزيرة تايوان”، مضيفًا إن ذلك يوفر شروطًا جيدة جدًا لإعادة تشكيل الوضع الاستراتيجي لمصلحة التوحيد.

يتابع المحللون العسكريون لمعرفة ما إذا كانت القوات الصينية ستظل في المنطقة بعد انتهاء التدريبات، أو إذا كانت هذه المناورات ستصبح ممارسات روتينية قريبة من تايوان.

اتهم البيت الأبيض بكين بأنها “مبالغة في رد الفعل” على زيارة بيلوسي، وأعلن أن حاملة الطائرات “يو إس إس رونالد ريغن” ستظل في منطقة تايوان لمراقبة الوضع، مشيرًا في الوقت نفسه إلى تأجيل اختبار روتيني لصاروخ عابر للقارات لتفادي تصعيد التوترات مع بكين.

يعتبر المحللون أن هذه التدريبات قد تصبح أداة لتعطيل اقتصاد تايوان وتعارض علاقاتها مع العالم في محاولة لتآكل الدعم الشعبي للحكومة المحلية.

يقول برادلي مارتن، الضابط المتقاعد في البحرية، “ربما لا ترغب الصين في الانخراط في حرب لتحقيق أهدافها”، مضيفًا أن ما نشهده قد يكون ممارسة مستويات من القوة أقل من الصراع المباشر.

هذا النوع من الصراع يعرفه بعض الخبراء باسم حرب “المنطقة الرمادية”، وهو جزء من قواعد اللعبة التي تتبعها الصين مع تايوان ودول المنطقة الأخرى المعنية بالنزاعات الإقليمية.

على الرغم من التحذيرات الحازمة من بكين، التي ترى تايوان جزءًا من أراضيها، قامت نانسي بيلوسي بزيارة الجزيرة، لتكون بذلك أعلى مسؤول أمريكي منتخب يزورها منذ 25 عامًا، مما اعتبرته بكين استفزازًا ونكوصًا عن الالتزامات الأمريكية السابقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى