
العقيد الركن م. ظافر مراد
في صبيحة يوم 21 نوفمبر 2024، أطلقت روسيا صاروخاً باليستياً غامضاً على دنيبرو في شرق أوكرانيا، مُعلنةً مرحلة جديدة في تصعيد الصراع الروسي-الأوكراني. جاء هذا بعد سماح الدول الغربية لأوكرانيا باستخدام صواريخ “Storm Shadow” البريطانية و”ATACMS” الأميركية، وهو ما كان محظوراً في السابق. في العادة، تتضمن عقود التسليح بين الدول شروطاً تحد من استخدام هذه الأسلحة ضد الحلفاء، وتبقى هذه الشروط غالباً سرية.

تم الإعلان عن اسم “أوريشنيك” للصاروخ الباليستي الروسي، وهو يعني “شجرة البندق” باللغة الروسية. يعد هذا الصاروخ نسخة مطورة عن “RS 26” ويزن حوالي 40 طناً. يعمل بوقود صلب ويبلغ سرعته 10 أضعاف سرعة الصوت، ويتوفر بعدة نسخ إما برأس حربي واحد أو بعدة رؤوس حربية. مداه يصل إلى 3500 كيلومتر. وقد حظي هذا الصاروخ بتجارب ناجحة خلال الهجوم على دنيبرو، حيث تم تدمير مجمع صناعي عسكري أوكراني وإلحاق أضرار جسيمة.

أمر بوتين بعد نجاح التجارب بإنتاج كميات كبيرة من هذا الصاروخ، مما سيعزز ترسانة روسيا من الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس النووية. ويُعتبر وجود مثل هذه الصواريخ تعزيزاً لقدرة الجيش الروسي على تهديد أعدائه. تسعى الدول الكبرى لوضع منصات lanzamiento في مواقع استراتيجية لضرب الأهداف الحيوية للأعداء، سواء في الأراضي الخاصة بها أو في الدول الحليفة.
- الصواريخ الباليستية للمدى القصير (SRBM: Short Range Ballistic Missiles) تتراوح مداها بين 150 كيلومتر و1000 كيلومتر.
- الصواريخ ذات المدى المتوسط (MRBM: Medium Range Ballistic Missiles)، التي يتراوح مداها بين 1000 و3000 كم.
- الصواريخ ذات المدى الوسيط (IRBM: Intermediate Range Ballistic Missiles)، التي يتراوح مداها بين 3000 و5500 كم.
- الصواريخ ذات المدى البعيد (ICBM: InterContinental Ballistic Missiles)، والتي يتجاوز مداها 5500 كم.
- الصواريخ التي تُطلق من الغوّاصات والمعروفة بـ (SLBM: Submarine Launched Ballistic Missiles).
قبل عام 2019، كانت كل من الولايات المتحدة وروسيا ملتزمتين بمعاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى التي أُبرمت عام 1987، والتي منعت اختبار ونشر الصواريخ التي يتراوح مداها بين 310 و3400 ميل. إن الصواريخ الباليستية المتوسطة والوسيطة المدى، القادرة على حمل رؤوس نووية، تُعتبر تهديدًا كبيرًا نظرًا لسرعة وقدرتها على الضرب دون سابق إنذار. ومع ذلك، يبدو أن روسيا واصلت تطوير الصواريخ ضمن هذه الفئة في سرية، مما أدى في النهاية إلى انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة في عام 2019 بالرغم من اعتراضات بعض دعاة الحد من التسلح، لتقوم روسيا باتخاذ نفس الخطوة بعدها.





