Raytheonترجماتشركات دفاعيةشركات ومعارض دفاعية

ثورة رادارية: كيف تغيّر مجموعة “SPY-6” من “ريثيون” مجرى العمليات البحرية الأمريكية

الصاروخ القياسي “SM-3”

استراتيجيات البحرية الأمريكية في العمليات البحرية الموزعة

تسعى البحرية الأمريكية إلى تفوق استراتيجي من خلال تنفيذ “العمليات البحرية الموزعة – DMO”، والتي تعكس منهجًا مبتكرًا لمواجهة التحديات المعاصرة. يستند هذا النهج إلى ثلاثة مبادئ رئيسية: زيادة صعوبة تحديد مواقع القوات الأمريكية، تقليل احتمالات تدميرها، وتعزيز قدرتها على المواجهة.

تعتبر مجموعة رادارات “SPY-6” الجديدة من شراكة ريثيون عنصرًا حيويًا لضمان نجاح هذه العمليات. تم تصميم النظام ليكون معياريًا، بحيث يمكن نشر متغيراته الأربعة على أنواع متعددة من السفن. يعزز “SPY-6” قدرة البحرية الأمريكية على إجراء عمليات استشعار موزعة عبر مساحات شاسعة، مما يسهل تحقيق الأهداف الأساسية لرؤية “DMO”.

لتطبيق مفهوم “DMO”، ينبغي على البحرية الأمريكية نشر منصات بحرية في مناطق واسعة ودمج أجهزة الاستشعار لتحليل ساحة المعركة بشكل شامل. وقد أظهرت نجاح شبكة الرادار التعاوني “NCR” في تحسين قدرة المنصات المشتتة على تبادل المعلومات، مما يعزز من قدرة الاستجابة والتعامل مع التهديدات.

وفقًا لخبراء من ريثيون، فإن الاستشعار الموزع يمكن القوات في أنماط مختلفة من ساحة المعركة من مشاركة البيانات التكتيكية، وبالتالي بناء صورة مشتركة لمقاومة التهديدات. تسهم هذه البنية في تعزيز الرؤية العامة للعوامل التشغيلية، مما يساعد الوحدات في التعرف على الأهداف وتتبعها بشكل فعال.

لفترة طويلة، كان رادار “SPY-1” ونظام “Aegis” القتالي جزءًا متكاملًا من قدرة الدفاع الجوي والصاروخي للبحرية الأمريكية. في عام 2013، استخدمت البحرية نسخة معدلة من الصاروخ SM-3 لتدمير قمر صناعي غير خاضع للتحكم باستخدام بيانات من “SPY-1”.

يعزز رادار “SPY-6” أداء الرادار بشكل ملحوظ، حيث يوفر دقة وكفاءة أعلى مقارنةً بـ “SPY-1″، مما يزيد من نطاق الكشف والقدرة على معالجة عدد أكبر من الأهداف بكفاءة في البيئات الصعبة.

تم تصميم “SPY-6” ليكون معيارياً منذ البداية، مما يسهل دمجه في فئات مختلفة من السفن. يتم نشر البديل 1 من “SPY-6 (V) 1” على مدمرات “Burke Flight III Arleigh” الحديثة، مما يضمن أن البحرية تتمتع بأحدث التقنيات.

تعد القدرة على التكامل مع نظام القتال “AEGIS” من “Lockheed Martin” أحد العوامل الأساسية لنجاح البحرية الأمريكية. حيث يمكّن هذا التكامل من معالجة عدد أكبر من التهديدات الجوية والصاروخية، مما يزيد من الأمان والكفاءة خلال العمليات.

تعتبر الإمكانات التحويلية لرادارات “SPY-6” استثمارًا حيويًا، حيث تعزز قدرة البحرية على دعم تشغيل الصاروخ القياسي “SM” ومجموعته بشكل مباشر.

على مدى عقود عديدة، استمر تطوير قدرات الصاروخ القياسي ليصبح اليوم أحد الحلول الدفاعية الرائدة ضد التهديدات الجوية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز. مع دمج رادارات “SPY-6″، ستحصل البحرية على أفضل أداء وتحسينات حركية تشمل مجموعة الصواريخ القياسية.

إن نشر رادارات “SPY-6” على أكثر من 100 منصة بحرية يعد خطوة أساسية لتحقيق التفوق العملياتي للبحرية في إطار مفهوم “DMO”. تسعى شركة “ريثيون” بالتعاون مع “Office of Naval Research” إلى دمج الرادارات البحرية لضمان تغطية متكاملة لمنطقة جغرافية محددة.

على الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كورونا ومشكلات سلسلة التوريد، يواصل برنامج “SPY-6” تقدمه. توفر شركة “ريثيون” مجموعات الرادار ضمن الإطار الزمني والميزانيات المحددة، حيث توجد حاليًا 42 مجموعة رادار قيد الطلب.

يُعد الاستشعار عنصرًا أساسيًا في مشروع “DMO”. إلى جانب استخدام مجموعة “SPY-6” لإنشاء شبكة مستشعرات موزعة، يعمل البنتاغون مع الصناعة لتوفير مجموعة متكاملة من أجهزة الاستشعار والأسلحة. وقد أثبت صاروخ “باتريوت” قدرته على إصابة أهداف جوية استنادًا إلى المعلومات التي قدمتها طائرة “إف-35” خلال تدريبات “Valiant Shield” التي تُعقد مرتين سنويًا في المحيطين الهندي والهادئ.

تكتسب أجهزة الاستشعار الموزعة في الشبكات أهمية كبيرة في تجميع البيانات ومعالجتها واستغلالها بشكل فعال. قبل انطلاق “Valiant Shield” لهذا العام، كانت شركة “ريثيون” قد كشفت عن قدرة جديدة على ربط الأصول المتنوعة باستخدام تقنيات الاتصال من آلة إلى آلة، بما يشمل النطاقات الأرضية والجو فضائي. يعد هذا النوع من الاتصال أمرًا حاسمًا لتحقيق التشغيل الناجح لمفهوم “DMO” وقيادة العمليات المشتركة عبر جميع المجالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى