الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الدوليةترجمات

تحالف استثنائي: المملكة المتحدة واليابان توحدان جهودها لتطوير مقاتلات الجيل السادس

مقاتلة بريطانية من طراز “تيمبست”

رماية – ترجمة خاصة

هل سنشهد قريباً ولادة مقاتلة من الجيل السادس نتيجة التعاون بين المملكة المتحدة واليابان؟

أفادت مصادر مجهولة لـ “رويترز” بأن بريطانيا واليابان قريبتان من إبرام صفقة تسعى لدمج برنامجيهما للمقاتلات من الجيل السادس، وهما “Tempest” البريطاني و “F-X” الياباني. الهدف هو التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام الجاري.

تعاون بين بريطانيا واليابان في مجال المقاتلات

من المثير للاهتمام أن اليابان لم تشارك في أي برنامج عسكري أكبر مع دول أخرى سوى الولايات المتحدة، مما يجعل هذا التعاون مع بريطانيا تاريخياً. يُتوقع أن يستغرق هذا المشروع سنوات بتكاليف تقدر بعشرات المليارات من الدولارات. وأكد أحد المصادر أن الهدف الرئيسي هو تطوير طائرة مشتركة، مع إمكانية اختلاف التصميم وفقاً لاحتياجات كل بلد.

سيساعد هذا التعاون في توزيع تكاليف تطوير المقاتلة الجديدة، حيث ستقوم بريطانيا بالإشراف على السوق الأوروبية، بينما ستكون اليابان مسؤولة عن السوق الآسيوية. ومن المحتمل أن يساهم تصدير الطائرة الجديدة في زيادة الإنتاج وتقليل التكلفة، مما سيدعم كلا الدولتين في توسيع ميزانيتهما الدفاعية.

من الواضح أن هذا التعاون سيعزز العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا واليابان في هذا الوقت الحرج.

تعمل كلا الدولتين، وهما حليفتان قريبتان للولايات المتحدة، على توسيع وجودهما العسكري بشكل عام. تسعى بريطانيا، مع الولايات المتحدة، لتعزيز وجودها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. بالتزامن مع ذلك، تعزز اليابان قدراتها العسكرية لمواجهة التحديات المترتبة على صعود الصين.

تسارعت استثمارات اليابان في المجالات العسكرية بعد تعديل دستورها في عام 2014، مما سمح لها بالقيام بعمليات هجومية. يخطط رئيس الوزراء فوميو كيشيدا لزيادة الميزانية العسكرية بشكل كبير، مع توقعات بتضاعف الميزانية خلال العقد المقبل. بينما سيعد برنامج تطوير المقاتلات مشروع التعاون الأكثر أهمية بين البلدين، إلا أنه ليس الأول من نوعه؛ فقد تعاونوا سابقاً في تطوير أجهزة استشعار ومحركات.

برنامج F-X الياباني للمقاتلة من الجيل السادس

تتوقع الميزانية لتطوير برنامج F-X الياباني حوالي 40 مليار دولار أمريكي. تُعتبر هذه المقاتلة، التي تُعرف بأنها مقاتلة شبح، أول طائرة من هذا النوع تُصنع في اليابان. ستحل محل مقاتلة F-2 التي تم تطويرها بالشراكة مع شركة “جنرال ديناميكس” الأمريكية، والتي تعتمد أسلوب تصميم مقاتلة F-16.

ظهر مفهوم F-X بعد أن منعت الولايات المتحدة تصدير مقاتلة الجيل الخامس F-22 Raptor، مما دفع اليابان للتفكير في حلول محلية لتعزيز قدراتها التشغيلية.

قدّم برنامج F-X الأولوية لخمسة أهداف رئيسية، كما يلي: أولاً، تعزيز القدرة على توفير التفوق الجوي. ثانيًا، التكيف ودمج التقنيات المتطورة. ثالثًا، إمكانية تعديل النظام الأساسي وترقيته. رابعًا، دعم وتنمية صناعة الدفاع اليابانية. خامسًا، تحقيق تكلفة معقولة.

يُتوقع أن تحمل المقاتلة الجديدة محركين، وأن تكون أكبر حجمًا من F-22، لذا أُطلقت عليها لقب “Godzilla”. من المتوقع أيضًا أن تتمتع بمدى طويل وحمولة كبيرة.

خطة المملكة المتحدة.. مقاتلة الجيل السادس

يُنتظر من مشروع “Tempest” البريطاني، الذي تقوده شركة “BAE”، أن يحل محل طائرة “يوروفايتر تايفون”. تصنف “Tempest” كطائرة من الجيل السادس، حيث بدأ تطويرها في عام 2015. يركز البرنامج على بناء طائرة ذات وظيفة أساسية تتمثل في القيام بعمليات جو-جو وجو-أرض في بيئات معادية أو متنازع عليها، مع إضافة قدرات مثل المراقبة والاستطلاع والحرب الإلكترونية ومهام القيادة والسيطرة بشكل متزامن.

ستشمل “Tempest” مجموعة من التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي المتقدم، وأسلحة الطاقة الموجهة، والأسلحة التي تفوق سرعة الصوت، بالإضافة إلى القدرة على الطيران بدون طيار. تُعتبر “Tempest” طائرة مستقبلية، ومن المتوقع ألا تظهر حتى عام 2035 أو نحو ذلك.

لا تعمل شركة BAE بمفردها على تطوير “Tempest”، حيث تتعاون مع شركة Rolls-Royce لتطوير قوة دفع الطائرة. بينما تتولى شركة Leonardo S.p.A مسؤولية المستشعرات والإلكترونيات وإلكترونيات الطيران. في الوقت نفسه، تعمل شركة MBDA على تطوير الأسلحة. ويظل من غير الواضح ما إذا كانت جميع الشركات ستنضم إلى المشروع المشترك بين بريطانيا واليابان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى