
كتب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مقالا نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، تطرق فيه إلى زيارته المرتقبة إلى المملكة العربية السعودية الأسبوع القادم.
في المقال الذي جاء بعنوان “لماذا أذهب إلى السعودية”، أشار بايدن إلى الأمور الهامة مثل الملف النووي الإيراني والحرب في اليمن، بالإضافة إلى أهمية الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
إلى تفاصيل المقال..
سأقوم برحلة إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، لاستكشاف فصل جديد وعهد واعد في مشاركة أمريكا بالمنطقة. تأتي هذه الزيارة في وقت بالغ الأهمية، حيث ستساهم في تعزيز المصالح الأمريكية الحيوية.
مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا في الشرق الأوسط ينعكس إيجابًا على سكان الولايات المتحدة. فالممرات المائية في هذه المنطقة تشكل عنصرًا حيويًا للتجارة العالمية وسلاسل الإمداد التي نعتمد عليها جميعًا. كما أن الموارد الطاقوية في الشرق الأوسط ضرورية للتخفيف من أثر الحرب في أوكرانيا على مصادر الطاقة العالمية. توحيد جهود الدول عبر الدبلوماسية والتعاون هو السبيل لتجنب التطرف والعنف الذي يهدد أمننا.
تحقيق هذا الهدف يعتبر من أولوياتي القصوى. سأستمر في العمل الدبلوماسي والنقاشات المباشرة لتحقيق أهدافنا المشتركة.
يتسم الشرق الأوسط الذي سأزور بمزيد من الاستقرار والأمان مقارنةً بالوضع الذي ورثته إدارتي قبل 18 شهرًا.
قبل شهر من تولي منصبي، تعرضت سفارتنا في بغداد لأكبر هجوم صاروخي منذ عقد. فقد شهدت الهجمات على قواتنا ودبلوماسيينا زيادة بنسبة أربعة أضعاف في العام السابق. على الرغم من التحضيرات، استمرت تلك الهجمات.
استمرت الحرب في اليمن في التصاعد، مما أدى إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، دون أي أمل لعملية سياسية تضع حدًا للعنف.
بعد انسحاب الإدارة السابقة من الاتفاق النووي الناجح، شرعت إيران في تسريع برنامجها النووي. عندما سعت الإدارة الماضية إلى إدانة ذلك الفعل في مجلس الأمن، وجدت الولايات المتحدة نفسها معزولة.
في الأسابيع الأولى لرئاستي، قدم خبراؤنا تقييمات تحذر من الضغوط الخطيرة التي تتعرض لها المنطقة. كان هناك حاجة ملحة للدبلوماسية. لتعزيز الثقة، قمت بإصدار أوامر بتنفيذ غارات جوية رداً على الهجمات، وبادرت بخطوات دبلوماسية جادة نحو تحقيق الاستقرار.
في العراق، أكملنا مهمتنا القتالية ونقلنا تواجدنا العسكري لدعم تدريب القوات العراقية. ما زلنا ملتزمين بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي قمنا بتأسيس التحالف لمواجهته خلال فترة وجودي كنائب للرئيس. استجاب الأمريكيون للتهديدات بشكل أسرع، وانخفضت نسبة الهجمات المدعومة من إيران بصورة ملحوظة. وفي فبراير الماضي، قمنا بطي ملف زعيم داعش في سوريا، مما أثبت قدرتنا على التصدي للإرهاب.
في سياق الحرب في اليمن، قمت بتعيين مبعوث وتواصلت مع قادة في المنطقة، بما فيهم ملك المملكة العربية السعودية، لوضع الأساس لوقف إطلاق النار. واليوم، بعد عام من جهودنا الدبلوماسية، أصبح هذا الهدنة واقعًا، والمساعدات الإنسانية تصل إلى المجتمعات المحتاجة. نتيجة لذلك، شهد الوضع في اليمن تحسنًا ملحوظًا وهو الأكثر هدوءاً منذ سبع سنوات.
فيما يتعلق بإيران، عُقدت جولات مع الحلفاء والشركاء في أوروبا والعالم لإعادة بناء التحالفات. الآن، أصبحت إيران معزولة حتى تعود إلى البروتوكولات الدولية.
لقد تفاجأ العالم بالتخلي عن الاتفاق النووي، بينما لا توجد خطة بديلة حتى الآن. في الشهر المنصرم، تجمع أكثر من 30 دولة لإدانة تخلف إيران عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أنشطتها النووية السابقة. عزمت إدارتي على تعزيز الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تكون إيران مستعدة للامتثال مرة أخرى للاتفاق النووي لعام 2015.
وفي إسرائيل، ساهمنا في إنهاء النزاع في غزة – الذي كان من الممكن أن يمتد لأشهر طويلة – في غضون 11 يومًا فقط. عملنا بالتعاون مع إسرائيل ومصر وقطر والأردن للحفاظ على السلام، ومنع إعادة تسلح الإرهابيين. كما استعدنا العلاقات الأمريكية مع الفلسطينيين، حيث استعدت إدارتي ما يقرب من 500 مليون دولار لدعم الفلسطينيين، إلى جانب تقديم أكبر حزمة دعم لإسرائيل في التاريخ، والتي تجاوزت 4 مليارات دولار. هذا الأسبوع، تمت مكالمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية لأول مرة منذ خمس سنوات.
أما في المملكة العربية السعودية، فقد قمنا بتغيير السياسية التي ورثناها. أصدرنا تقرير مجتمع المخابرات حول مقتل جمال خاشقجي، وفرضنا عقوبات جديدة على العناصر المتورطة، و76 حظر تأشيرة بموجب قانون جديد يمنع دخول أي شخص متورط في مضايقة المعارضين. لقد أظهرت إدارتي أن الولايات المتحدة لن تقبل التهديدات الخارجية ضد النشطاء.
منذ بداية ولايتي، كان هدفي هو إعادة توجيه العلاقات مع المملكة العربية السعودية، التي كانت شريكًا استراتيجيًا لمدة 80 عامًا. اليوم، نعمل مع السعودية على تعزيز الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست ودعم الهدنة في اليمن، كما نتعاون مع خبرائنا لاستقرار أسواق النفط.
أدرك أن قراري بزيارة المملكة العربية السعودية لم يلق قبولاً عند الجميع. إن آرائي بشأن حقوق الإنسان واضحة، وهذه القضايا دائمًا حاضرة في أجندتي خلال السفر، كما ستكون في زيارتي المقبلة.
كرئيس، مسؤولياتي تتطلب أن أحافظ على أمن بلادنا. يجب علينا مواجهة العدوان الروسي، وضمان وضعية قوية للتعامل مع الصين، والعمل من أجل استقرار أكبر في مختلف أنحاء العالم. لتحقيق ذلك، علينا التعامل مع الدول التي تؤثر على كل هذه القضايا. المملكة العربية السعودية واحدة من هذه الدول، وعندما ألتقي بالزعماء السعوديين، سيكون هدفنا تعزيز شراكة استراتيجية تستند إلى المصالح المشتركة.
يوم الجمعة، سأكون أول رئيس يسافر من إسرائيل إلى جدة في المملكة العربية السعودية. هذه الخطوة تمثل رمزية جديدة للعلاقات المتطورة بين إسرائيل والعالم العربي، والتي نعمل على تعميقها. في جدة، سيجتمع القادة من مختلف الدول للإشارة إلى وجود شرق أوسط أكثر استقرارًا، حيث تلعب الولايات المتحدة دورًا قياديًا.
لا تزال المنطقة تواجه عدة تحديات، مثل برنامج إيران النووي ودعم الجماعات المتطرفة، والحرب الأهلية السورية، وأزمات الأمن الغذائي المتزايدة بسبب الحرب في أوكرانيا، والجماعات الإرهابية التي تعمل في عدد من الدول. علينا معالجتها جميعًا. سأوضح لقادة المنطقة أهمية التقدم في هذه المجالات.
ومع ذلك، مقارنة بـ18 شهرًا ماضية، أصبحت المنطقة أكثر استقرارًا وتكاملًا. أعاد الخصوم السابقون العلاقات، ويتم إنشاء مشاريع مشتركة تعزز من التعاون. العراق، الذي كان محور صراعات إقليمية، يعمل الآن كمنصة دبلوماسية بين مختلف الأطراف، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإيران.
هذه الاتجاهات الواعدة يمكن للولايات المتحدة تعزيزها بشكل غير مسبوق. سفري الأسبوع المقبل سيكون جزءًا من هذا المسعى.
على مدار رحلتي، سأفكر في ملايين الأمريكيين الذين خدموا في هذه المنطقة، بما في ذلك ابني بو، و7054 الذين فقدوا حياتهم في الصراعات في الشرق الأوسط وأفغانستان منذ 11 سبتمبر 2001.
في الأسبوع المقبل، سأكون أول رئيس يزور الشرق الأوسط منذ 11 سبتمبر دون أي مشاركة للقوات الأمريكية في مهام قتالية. أهدف للحفاظ على هذا الوضع الإيجابي.
الغد





