ترجمة خاصة – رماية
تتمتع قطر بمكانة محورية في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، مستفيدة من علاقاتها المُحكمة مع مختلف الأطراف، بما في ذلك إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، عقب تحقيق مصالحة “العلا”. يشمل ذلك أيضاً مواردها الطبيعية، خصوصاً الغاز، الذي جعل منها منطقة اقتصادية بارزة.
هذا الدور الاستراتيجي، بالإضافة إلى نهجها الحيادي في الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران، سمح لقطر بالحفاظ على أمنها العسكري خلال السنوات الأخيرة رغم الضغوطات. ولم تتعرض الدوحة للهجمات العسكرية التي تعرض لها جيرانها، مثل السعودية والإمارات، ومن ذلك الهجمات الحوثية بالصواريخ البالستية.
ومع ذلك، فإن دولة قطر، الغنية بالموارد، لا تستخف بقضية التسلّح في بيئة متوترة، خصوصاً في مجال التسلّح البحري في منطقة تتعرض للقرصنة بشكل ملحوظ. يضاف إلى ذلك الدور المتزايد لقطر في توفير الغاز البديل لروسيا في أوروبا، مما يُفرز تحديات أمنية جسيمة.
في ضوء ذلك، تطلق قطر برنامجاً لتعزيز قدرات القوات البحرية الوطنية يقدر بقيمة 4 مليار يورو، يتضمن شراء سفينتي دوريات بحرية سريعة، وأربعة طرادات تزيد أطوالها عن 100 متر، بالإضافة إلى سفينة لنقل المعدات العسكرية وطائرات.
في إطار هذا التوجه، تسلّمت الدوحة مؤخرًا السفينة الثانية من نوعها (OPV) المعروفة باسم “شيراوح”، والتي طلبتها وزارة الدفاع القطرية من شركة (Fincantieri) الإيطالية المتخصصة في بناء السفن.
تم تصميم سفينة “شيراوح” وفقاً لمعايير بناء السفن البحرية (RINAMIL) المخصصة للسفن السريعة، على غرار السفينة “مشارب” التي تم تسليمها لقطر في يناير الماضي.
تمتاز السفينة بقدرات عالية تمكنها من أداء العديد من المهام، بدءاً من المهام الاستكشافية والمراقبة، وصولاً إلى المهام القتالية. يبلغ طول السفينة 63 متراً وعرضها 9.2 متراً، وتصل سرعتها القصوى إلى 55 كيلومترًا في الساعة، وتستوعب 38 راكباً.
تمت مراسم التسليم بحضور وزير الدولة لشؤون الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء القطري، خالد بن محمد العطية، ووزير الدفاع الإيطالي، لورينzo غوريني، في حوض بناء سفن إيطالي يُعرف بـ (Muggiano).
شهد الاحتفال أيضاً اللواء الركن عبدالله بن حسن السليطي، قائد القوات البحرية الأميرية القطرية، واللواء إنريكو كريديندينو، قائد القوات البحرية الإيطالية، بالإضافة إلى السفراء المعنيين ورؤساء الادارات في القطاع.
