مقالات رأي

اكتشافات مثيرة: تجربة “شاهد 136” في مواجهة الأنظمة الدفاعية لحلف الناتو!

مريم السبلاني

تجري حاليًا تحليلات تستند إلى معلومات مفادها أن الطائرات المسيرة الإيرانية قد دخلت ساحة المعركة في أوكرانيا. هذا الحديث أثار قلق القيادات الأمنية والعسكرية، حيث تتواجه للمرة الأولى الطائرات المسيرة الإيرانية مع أنظمة الدفاع الجوي التابعة لحلف الناتو.

المسؤولون العسكريون، خاصةً الإسرائليون، يعتبرون هذا التغير تحولًا ذي دلالات كبيرة تتطلب الإسناد للعديد من المصادر والمعلومات. فماذا يعني ذلك لحرب مستقبلية محتملة ضد إيران، التي أثبتت قدرتها على جاهزيتها التكنولوجية؟

هناك نفي مستدام من جانب إيران، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده ليست طرفًا في أي صراع يتم تصويره، وأن طهران لا تدعم أي طرف آخر. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن روسيا قد حصلت على نحو 2000 طائرة مسيرة من إيران خلال أغسطس الماضي. وذكر اللواء احتياط عاموس يدلين، ضرورة أن تتخذ إسرائيل موقفًا واضحًا مع الغرب، محذراً من أن الطائرات المسيرة الإيرانية قد تركت آثارًا ملموسة.

يتفق الخبراء على أنه لا يوجد ما يمنع إيران من بيع أسلحتها لمن تشاء، رغم عدم وجود توافق عالمي حول تطبيق العقوبات المفروضة. إذ لا يوجد إجماع بشأن تفسير القرارات المتعلقة بتجارة الأسلحة حتى عام 2023. وهناك من يزعم أن الطائرات المسيرة الإيرانية قد انتقلت بالفعل إلى موسكو ومن ثم إلى كييف، مما يثير القلق حول تأثير ذلك.

إذا كانت التقارير صحيحة حول دخول المسيرات الإيرانية الحرب، فإننا نشهد العديد من الدلائل المهمة:

– الطائرات المسيرة تعمل في ميدان محصن بأنظمة دفاع جوي متطورة، مما يتيح لطهران فرصة لاختبار فعالية هذه الطائرات وكشف نقاط قوتها وضعفها لتطويرها.

– أثبتت الطائرات فعاليتها، مقارنةً بطائرات “بيرقدار” التركية، بحسب ما أفادت به صحيفة يديعوت أحرنوت، مما يعزز الفوائد الاستراتيجية للروس. وكما أشار وزير الدفاع الاستوني، فإن أوكرانيا، التي تدّعي تدمير أكثر من 220 طائرة مسيرة “شاهد 136″، تحتاج لفهم كيفية عمل هذه الطائرات.

– هذه الطائرات مصنعة محليًا، مما يدل على أن العقوبات على إيران لم تنجح في وقف تطورها. في وقت يشهد فيه الغرب الكثير من التحديات.

طائرات انتحارية مسيرة من طراز “شاهد 136”

تحت ضغط الضغوطات الاقتصادية، أظهرت إيران تحولها إلى “قوة عظمى ناشئة في الشرق الأوسط”، وفقًا لما ذكرته صحيفة EurAsian Times. حيث قدمت إيران “ثورة في صناعة الطائرات بدون طيار”، وقطعت شوطًا كبيرًا في هذا المجال.

يقول الخبراء العسكريون إن الطائرات بدون طيار، مثل صواريخ كروز، يمكنها استهداف أهداف على مسافات تصل إلى عدة مئات من الكيلومترات. لكن تكلفة صواريخ كروز مرتفعة، بينما تعتبر طائرات “شاهد 136” بديلًا اقتصاديًا، حيث لا تتجاوز تكلفة الواحدة منها 20 ألف دولار، مقارنة بمئات الآلاف التي تحتاجها الطائرات الحربية الأخرى من أجل الصيانة والوقود.

تحذر إسرائيل من تزايد القلق بشأن استخدام الطائرات الإيرانية المسيرة في سماء كييف، حيث يعتبر الخبراء أن التكنولوجيا المستخدمة في تطوير هذه الطائرات ستصل حتمًا إلى مناطق مثل سوريا ولبنان، وكذلك اليمن والعراق وفلسطين.

مواصفات طائرة “شاهد 136”

تغوص طائرة “شاهد 136” الإيرانية نحو هدفها وتنفجر عند الاصطدام. تتميز بجناح مثلث، وتحمل رأسًا حربيًا يصل وزنه إلى حوالي 80 رطلاً، ويتم إطلاقها من مؤخرة الطائرة. تصل مدى هذه الطائرات إلى 1500 ميل، مما يتيح لها إطلاقها بعيدًا عن خطوط المواجهة. طول جناحيها 3.5 أمتار، ووزنها حوالي 200 كيلوغرام، وسرعتها تتجاوز 185 كيلومتر في الساعة.

بينما حققت أوكرانيا نجاحًا نسبيًا في إسقاط الصواريخ، أضافت وزارة الدفاع البريطانية أن هناك “احتمالًا واقعيًا بأن تكون روسيا قد حققت بعض النجاح من خلال الهجوم بعدة طائرات بدون طيار في نفس الوقت”. وأشار ضابط أوكراني إلى قدرة الطائرة على استهداف مدافع هاوتزر ذاتية الدفع بالقرب من مخازن الذخيرة، مما يؤدي إلى انفجار أكبر مما يمكن أن يحدثه الرأس الحربي بمفرده.

وبحسب موقع قيادة التدريب والعقيدة (TRADOC) التابع للجيش الأمريكي، تمتلك إيران مجموعة متنوعة من الطائرات بدون طيار، بدءًا من الأنظمة الخفيفة قصيرة المدى إلى الطائرات المتوسطة والثقيلة للاستخبارات والمراقبة. وتُظهر “شاهد 136” مدى تجاوز 2500 كيلومتر وقادرة على حمل رؤوس حربية تتراوح أوزانها حول 35 كيلوغرام، مما يمثل “تحديًا كبيرًا للقوات المسلحة الأوكرانية”.

تتجه الأنظار نحو قدرة الطائرات الإيرانية على تجاوز أنظمة الرادرات وGNSS، حيث من المتوقع أن تكون قدرتها العالية على التخفّي دليلاً جديدًا على مخاوف إسرائيل المتزايدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى