الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الدولية

من “رافال” إلى “KF-21”: أبرز ملامح عمالقة تصدير المقاتلات في عام 2025!

يُعَدُّ سوق تصدير الطائرات المقاتلة أحد أبرز مجالات التنافس الاستراتيجي بين القوى العالمية الكبرى، حيث لا يعكس فقط القوة العسكرية والتكنولوجية، بل يُظهِر أيضًا التوازنات السياسية والاقتصادية السائدة في الميدان الدولي.

وفقًا لتقرير صادر عن مجلة National Interest الأميركية، لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بصدارة هذا السوق، في حين تزيد فرنسا من حصتها السياسية، بينما تتعرض روسيا لتراجع بسبب تداعيات الحرب والعقوبات المفروضة عليها. في الوقت نفسه، تسعى الصين وكوريا الجنوبية بثقة للانضمام إلى صفوف الدول الكبرى في هذا المجال.

أميركا: الريادة التكنولوجية بدعم من السلطة الجيوسياسية

تتربع الولايات المتحدة في صدارة قائمة المصدرين للطائرات المقاتلة عالميًا، مستندة إلى قاعدة صناعية قوية تضم شركات رائدة مثل لوكهيد مارتن وبوينغ ونورثروب غرومان. على مدى خمسة عقود، قدمت هذه الشركات آلاف المقاتلات إلى دول شريكة، مما ساهم في تعزيز التأثير العسكري والاقتصادي الأميركي على الساحة الدولية.

مقاتلة إف 16 الأمريكية
مقاتلة إف 16 الأمريكية

تعتبر مقاتلة F-16 فايتنغ فالكون تجسيدًا لتلك الريادة، حيث تم إنتاج أكثر من 4000 وحدة، بيعت نحو 2000 منها لدول حليفة. تُعزى مكانة الـ F-16 إلى فاعليتها القتالية، وانخفاض تكاليف تشغيلها، وكذلك سهولة تحديث نظمها.

غير أن التفوق الأميركي لا يتوقف عند هذا الحد؛ إذ توفر واشنطن أيضًا مقاتلتها الشبحية من الجيل الخامس F-35 لايتنينغ II، التي تُعتبر الوحيدة المتاحة للتصدير حاليًا. تجاوز عدد الطائرات المستلمة منها 900 وحدة، حصلت عليها دول ذات إنفاق دفاعي كبير مثل اليابان وإيطاليا وإسرائيل والمملكة المتحدة، مما يعزز التحالفات الغربية ويدعم الهيمنة الاستراتيجية الأميركية في عدة مجالات.

فرنسا: مقاتلة “رافال” ترفع العلم الفرنسي في فضاء المنافسة

شهدت فرنسا تطورًا ملحوظًا في تصدير الطائرات المقاتلة خلال السنوات الأخيرة، بفضل نجاح مقاتلتها المتعددة المهام “رافال” التي تُنتجها شركة داسو للطيران. وقد أثبتت الرافال وجودها بشكل بارز في أساطيل دول مثل مصر والهند وقطر والإمارات واليونان.

تمتاز السياسة الفرنسية في مجال التصدير بالمرونة؛ إذ لا تفرض باريس شروطًا سياسية صارمة كما تفعل الولايات المتحدة، مما يجعل عروضها مغرية للدول التي تسعى لتوسيع خياراتها التسليحية بدون قيود. تجمع الرافال بين تقنيات إلكترونيات الطيران المتطورة وأداء قتالي موثوق، مما يجعلها مناسبة لمجموعة متنوعة من المهام الجوية.

وفقًا لمصادر من National Interest، تم تصنيع أكثر من 500 وحدة من طائرات رافال حتى الآن، مع تخصيص حوالي نصفها للتصدير، مما يجعلها منافسًا حقيقيًا للمقاتلات الأميركية والروسية في الأسواق الدولية.

طائرة مقاتلة من طراز "سو-30 إم كي آي"
طائرة مقاتلة من طراز “سو-30 إم كي آي”

روسيا: العقوبات تؤثر على أحد أبرز معاقل التصدير العسكري

على مدار عقود، كانت روسيا، كخليفة للاتحاد السوفيتي، من أبرز اللاعبين في مجال تصدير المقاتلات عالميًا، مستفيدة من طائرات مثل سو-30 وسو-35 وميغ-29. ولكن مع بروز النزاع في أوكرانيا عام 2022، وتطبيق عقوبات غربية شاملة على قطاع الدفاع الروسي، بدأت مكانة موسكو في هذا السوق تتراجع، متفوقةً في الترتيب فقط على فرنسا.

ورغم ذلك، لا تزال المقاتلات الروسية تتمتع بشعبية كبيرة في دول آسيوية وأفريقية وأمريكية لاتينية، خصوصًا تلك التي تفضل الشراء بدون شروط سياسية من الغرب. وتساهم الأسعار التنافسية للمقاتلات الروسية بالإضافة إلى عروض التمويل المرنة في جذب العملاء الجدد.

ومع ذلك، فإن العقوبات وتوقف سلاسل الإمداد قاما بتأثير بالغ على قدرة روسيا على الوفاء بالتزاماتها التصديرية، مما يضع تحديات كبيرة أمامها في المستقبل.

### الصين: انطلاقة كبرى نحو إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط

تتبوأ الصين مكانة متميزة في مجال تصنيع الطائرات المقاتلة، حيث تسعى حثيثًا لتوسيع نفوذها في سوق الصادرات. وقد تمكنت من بناء علاقات دفاعية وسياسية قوية مع عدة دول نامية، ما عزز قدرتها التنافسية. تقدم بكين نماذج متطورة من طائراتها، مثل جيه-10 سي (J-10C) وجيه إف-17 ثاندر (JF-17)، والتي تم تطويرها بالاشتراك مع باكستان، مستهدفة بذلك أسواق إفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط.

المقاتلة الصينية “جيه-10”

يتسم العرض الصيني في هذا المجال بالعديد من المزايا، مثل الأسعار التنافسية ومرونة الخيارات التمويلية. إضافة إلى ذلك، تتماشى مبيعاتها مع مشاريع البنية التحتية عبر مبادرة “الحزام والطريق”، مما يجعلها خيارًا جذابًا للعملاء.

تسعى الصين أيضًا إلى إثبات قدرتها كبديل موثوق تجاه الدول التي ترغب في تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وروسيا. وهذا يستند إلى قوتها الاقتصادية والدبلوماسية التي تكتسبها في المنظمات الدولية والمناطق التي لطالما كانت تحت نفوذها.

### كوريا الجنوبية: طموحات متزايدة بدعم التكنولوجيا الغربية

تتجه كوريا الجنوبية بسرعة نحو تحقيق مكانة متقدمة بين كبار مصدري الطائرات المقاتلة. فقد تعاونت مع إندونيسيا في تطوير طائرتها الحديثة KF-21 بورامي، كما عرضت طائرتها التدريبية والهجومية الخفيفة T-50 على العديد من الدول.

لقد أبدت دول مثل بولندا وماليزيا والفلبين والسنغال اهتمامًا كبيرًا بهذه النماذج، التي تتمتع بتوازن رائع بين الأسعار والقدرات القتالية، كما أن أنظمتها تتوافق مع معايير حلف الناتو.

رغم أن عددًا من العقود لا تزال قيد المناقشة أو في مراحلها المبكرة، فإن نجاح كوريا الجنوبية في إبرام هذه الصفقات قد يساهم في تعزيز مكانتها العالمية بحلول نهاية هذا العقد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى