
يبدو أن مستقبل طائرات الجيل السادس وبعض الطائرات من الجيل الخامس سيتمحور حول دمج الطيارين البشريين مع الذكاء الاصطناعي، بدلاً من الاعتماد الكلي على القيادة الذاتية.
تركيا تسعى لتحويل طائراتها من الجيل الخامس لتكون جزئياً مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يعكس التوجه العالمي في تطوير هذه التكنولوجيا.
في هذا السياق، صرح تيميل كوتيل، المدير العام لشركة صناعات الفضاء التركية (TOSAS) بأن طائرة الجيل الخامس ستجمع بين القيادة البشرية ودعم الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي سيعزز قدراتها وفعاليتها. المقاتلة الوطنية التركية ستظهر بإمكانات ذكية مشابهة، مما سيضيف بُعداً جديداً للتكنولوجيا المستخدمة في السياق العسكري.
سلاح الجو الأمريكي قد بدأ بالفعل في تجارب تتضمن دمج القدرات بين الطيار البشري والطائرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث تمكن الطيارون من الوصول إلى أساليب جديدة تؤدي إلى تحسين الأداء العملياتي.
تكنولوجيا الجيل السادس قد تتتيح تصميم منصات متصلة تتفاعل بشكل لحظي، حيث يتم تنظيم البيانات وتحليلها من قبل الذكاء الاصطناعي الموجود في الطائرة. تتطور شركة Raytheon الأمريكية منصة طيران يمكن أن تديرها إما طيار أو ذكاء اصطناعي، أو حتى كليهما حسب متطلبات المهمة.
عندما يقود الطيار البشري الطائرة، يستفيد من السرعة الفائقة لمعالجة البيانات وكميات المعلومات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يمكن للطيارين الاعتماد على التجارب السابقة التي خزنها الذكاء الاصطناعي، كما رأينا في معركة الطيار الذكي الذي طورته شركة Heron ضد طيار أمريكي محترف في عام 2020.
على الرغم من أن الطيارين البشريين لا يزال لديهم ميزة المبادرة الفردية، فإن البيانات والخبرات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي تعزز بشكل كبير من قدراتهم. هذه المقاربة تشبه الأفلام الخيالية حيث يتمتع البطل الخارق بقدرات استثنائية تصلح للعقل البشري بفضل دعم الذكاء الاصطناعي.
قد أجرت القوات الجوية الأمريكية تجارب ناجحة على دمج الطيارين البشريين مع طائرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يدل على الإمكانيات الواسعة في هذا المجال.
مصطلح دعم الذكاء الاصطناعي للطيارين البشريين يُعرف بتقنية “طيار الجناح المخلص”، وهي تمثل خطوة نحو مزيد من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العمليات الجوية.
الاستفادة من تقنيات الحوسبة الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي قد أعطت استقلالية أكبر للمقاتلات عن محطات التوجيه الأرضية، ويعتقد مطورو Raytheon أن هذه الاستقلالية ضرورية لتعزيز فعالية الطائرات المقاتلة من الجيل السادس.





