
علي نور الدين
تعد ساحات المعارك في العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا متعددة الأبعاد، حيث تتصدر ساحة الحرب الإلكترونية هذه المخطط. لا يقتصر دور روسيا على مواجهة القوات الأوكرانية فحسب، بل يتعين عليها أيضًا التصدي لتحديات المعسكر الغربي المتطور في هذا المجال.
نجح الروس في إثبات كفاءتهم في هذه الساحة، حيث تم الكشف مؤخرًا عن تشويش غامض يؤثر على قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا. مثل هذا التشويش عطل مسارات الطائرات العسكرية، كما أظهرت التقارير الاستخباراتية تأثيرات غير مسبوقة على الأنظمة الإلكترونية التابعة للناتو في شرق أوروبا، وهي الأولى من نوعها في العصر الحديث. وفقًا للمعلومات المتداولة، تواجه شبكة الاتصالات اللاسلكية للقيادات العسكرية في رومانيا وبلغاريا ومولدوفا تحديات كبيرة، مما يؤثر سلبًا على التنسيق بين الوحدات والقيادة المركزية.
تتواصل القيادات العسكرية في رومانيا وبلغاريا ومولدوفا عبر نظام اتصالات يدعى ADS-B Exchange، الذي يعد جزءًا أساسيًا من التنسيق الإلكتروني بين القواعد العسكرية للناتو.
أبلغت مصادر عسكرية أوروبية أن مجال جوي بلغاريا ورومانيا يعاني من فقدان فعالية في أنظمة تحديد المواقع الجغرافية على ارتفاعات تتراوح بين 4,000 إلى 11,000 متر، مما يؤدي إلى اضطراب في حركة الطائرات الأمريكية والناتو بالقرب من أوكرانيا.

دور روسيا في الحرب الإلكترونية
تمتلك الحرب الإلكترونية (EW) مكانة بارزة ضمن استراتيجيات القوات البرية الروسية. تُعتبر هذه الحرب وسيلة فعالة تسعى من خلالها القوات الروسية إلى تقليل قدرات أنظمة القتال لدى الخصوم، مما ينذر بتهديد كبير لأية تفوق تكنولوجي.
تنظم روسيا قدرات الحرب الإلكترونية على مستويين رئيسيين. يتم تزويد لواء المشاة الميكانيكي بفوج من وحدات الحرب الإلكترونية، الذي يمتلك قدرات متقدمة في العمليات التكتيكية. بالإضافة إلى ذلك، تضم مجموعة الجيش كتيبة مختصة في الحرب الإلكترونية مزودة بالمعدات والتقنيات التي تستهدف بشكل دقيق الأنظمة التي تعتقد روسيا أنها تشكل تهديدًا.
تتواجد القوات على الأرض في أربع مناطق عسكرية، حيث يضم كل منطقة لواء واحد، باستثناء المنطقة الغربية التي تحتوي على لواءين. تم تصميم كل لواء لتقديم حماية شاملة للتشكيلات المهمة الروسية، كما أنه يساهم في العمليات الهجومية. كل لواء مزود بطائرات وآليات مجهزة بمعدات متنوعة تتيح له القيام بمختلف المهام.
يمكن اعتبار هذه العملية بمثابة فرصة مميزة لروسيا، ومن خلفها الدول غير المنتمية للمعسكر الغربي، لتثبت بأنها قادرة أيضاً على امتلاك قدرات إلكترونية متطورة تفوق ما يمتلكه الغرب. بل يمكن أن تتجاوز هذه القدرات في بعض الأحيان التطورات الغربية.





