
العقيد الركن م. ظافر مراد
في إطار التحضيرات اللازمة للحروب والحملات العسكرية، تأتي مرحلة تفجير الأجهزة وإلحاق الإصابات القاتلة بمسؤولين عسكريين في مستويات الحزب القيادية، والتي تُعتبر جزءًا من الأسس العسكرية لما يُعرف بـ“المرحلة التحضيرية”. تهدف هذه المرحلة إلى تغيير مجريات الأحداث على الجبهة الشمالية. واليوم، نحن في مرحلة “القصف الاستراتيجي”، التي تتمثل في عملية قصف مكثف وشديد، يستخدم فيها أقوى القنابل والصواريخ لتدمير جميع مقومات صمود الخصم.
تُستهدف في هذه المرحلة مقرات القيادة والسيطرة، فضلاً عن القواعد العسكرية والمخازن اللوجستية وطرق الإمداد، إضافةً إلى البنية التحتية الاقتصادية المرتبطة بموارد الخصم. تشمل هذه العملية جميع الوسائط البرية والبحرية والجوية، مما يُقيد قدرات الخصم بشكل كبير في مختلف مناطق تواجده خلال 24 ساعة أو أكثر. هذه الاستراتيجية تعود إلينا بما حدث في عام 2006.
ويمكن التمييز بين مرحلة “القصف الاستراتيجي” و“التمهيد الناري”، حيث تحقق الأخيرة أهدافها قبيل الهجوم البري مباشرة. وتهدف إلى تدمير وتفكيك البنية الدفاعية في المناطق المُستهدفة. لكن، على الرغم من قوة القصف الاستراتيجي، فإنه لا يضمن النجاح للعمليات البرية القوات الإسرائيلية، ولا يضمن تحييد المجموعات القتالية المدربة والتي تملك خبرات عالية في مواجهة الهجمات.
إذا كان القرار قد وُضع للمضي قدماً في التصعيد والعمليات البرية داخل الأراضي اللبنانية، فنحن نقف على أعتاب عملية “القصف الاستراتيجي”، التي ستكون لها تداعيات وخيمة على الجميع. يُحتمل أن تشمل هذه المرحلة معظم الأراضي اللبنانية، مما يتطلب اتخاذ أعلى درجات الحيطة والاستعداد للتصعيد والعنف المدمر.
ستخضع هذه المرحلة لاستخدام القنابل الثقيلة القادرة على تدمير المخازن والأنفاق والمنشآت تحت الأرض، حيث تحتوي على صواريخ رفيعة المستوى مثل فاتح وخيبر وزلزال، والتي تُعتبر تهديداً حقيقياً للإسرائيليين. قد تمثل هذه المرحلة بداية تصعيد الأوضاع في المنطقة، وقد تشمل مناقشات حول احتمالات اندلاع حرب شاملة، وهذا ما يُشير إليه الاجتماع مع ممثلي الدول الغربية في فرنسا.





