
في خطوة بارزة، بدأت القوات البرية الباكستانية في تلقي مروحيات الهجوم المتطورة Z-10ME من الصين، مما يعكس جهودها الرامية لتحديث أسطولها من المروحيات القتالية واستبدال طائرات AH-1F “كوبرا” الأمريكية التي خدمت لأكثر من 40 عامًا.
شهادات مرئية على التسليم
في الأونة الأخيرة، تم تداول مقاطع فيديو وصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر مروحيات Z-10ME تحمل شعارات سلاح الطيران للجيش الباكستاني، ما يُعتبر دليلاً ملموسًا على بدء تشغيل هذه الطائرات. كما تتضح من اللقطات، أن التصميم الخارجي للطائرات يعكس نمط تمويه داكن شبيه بذلك المستخدم في طائرات الجيش الصيني، مع غياب القبة الرادارية الموجية المليمترية الموجودة في بعض النسخ السابقة.
مواصفات فنية متقدمة
تُعد Z-10ME نسخة مُعدلة ومخصصة للتصدير من مروحية Z-10 الهجومية، والتي تم تطويرها من قِبل شركة تشانغي Changhe لصناعات الطيران التابعة لمؤسسة صناعة الطيران الصينية AVIC. وتتميّز هذه النسخة بتحسينات عديدة، منها:
- زيادة مستوى التدريع لمواجهة النيران المعادية.
- دمج أنظمة متطورة في مجال الحرب الإلكترونية.
- تحديث نظام الدفع والمحرك لضمان الأداء الفعال في البيئات الحارة والمرتفعة.
- قدرات استهداف متقدمة بفضل الأنظمة الكهروبصرية.
حسب المعلومات المتاحة، يُحتمل أن النسخة المُرسلة إلى باكستان تفتقر إلى رادار، لكنها تظل مجهزة بأنظمة استشعار متطورة وآليات حماية ذاتية.
خلفية الصفقة وأبعادها الجيوسياسية
لطالما احتاجت باكستان إلى تحديث مروحياتها الهجومية من طراز كوبرا، حيث وافقت الولايات المتحدة في عام 2015 على بيع مروحيات AH-1Z Viper الحديثة، لكن الصفقة تعثرت لاحقًا بسبب التوترات السياسية بين واشنطن وإسلام آباد. مما منحه الصين فرصة تقديم Z-10ME كبديل.
على الرغم من عدم صدور أي بيانات رسمية من باكستان أو الصين بشأن تفاصيل الصفقة، فإن الصور الحديثة للمروحيات في باكستان تشير إلى بدء تنفيذ الصفقة وتجاوز مراحل التجربة بنجاح.
بداية عصر جديد للقدرات الهجومية للجيش الباكستاني
لم تُصدر قيادة الطيران في الجيش الباكستاني أي إعلان رسمي حول العدد الفعلي من المروحيات المُتعاهد عليها أو المُستلمة حتى الآن. ومع ذلك، يعتبرها المحللون العسكريون نقطة انطلاق هامة نحو تحديث شامل لقدرات باكستان الهجومية في مجال الطيران العمودي، مما يعزز قدرتها على تنفيذ عمليات مكافحة التمرد والدعم الجوي القريب.
تعزيز التعاون الدفاعي بين بكين وإسلام آباد
يمثل تسليم مروحيات Z-10ME علامة فارقة في تطور العلاقات الدفاعية بين باكستان والصين، التي شهدت على مر العقد الماضي توسعًا ملحوظًا شمل:
- التطوير المشترك لمقاتلة JF-17 Thunder.
- توقيع عدة اتفاقيات دفاعية ثنائية.
- زيادة حجم صادرات الأسلحة الصينية إلى باكستان.
إن تطوير هذه المروحيات يمثل خطوة جديدة نحو تعزيز استقلالية باكستان في مجال التسليح، والحد من اعتمادها على الموردين الغربيين في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة.





