
تاريخ دعم ألمانيا لأوكرانيا بالأسلحة الثقيلة
في خطوة مهمة، أعلنت ألمانيا عن عزمها دعم أوكرانيا بأسلحة ثقيلة لمواجهة الغزو الروسي، بعد ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة وحلفائها. هذه المبادرة تعكس تحولاً كبيرًا في السياسة الدفاعية الألمانية.
الشعور العام في ألمانيا
على الرغم من أهمية القرار، إلا أن الرأي العام في ألمانيا منقسم حوله. وفقًا لاستطلاع حديث على القناة الألمانية الأولى، أجاب 45 بالمئة من المشاركين بأنهم يؤيدون إرسال الأسلحة الثقيلة، بينما أظهر النصف الآخر معارضتهم. يبدو أن تضارب الآراء يعكس حالة القلق والتوتر حول هذا القرار.
الأسلحة الثقيلة التي سيتم إرسالها
دعونا نستعرض أهم المدافع والدبابات التي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا، والتي من شأنها تعزيز قدراتها القتالية ضد القوات الروسية.
دبابات غيبارد
أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستزود أوكرانيا بـ 50 دبابة غيبارد. تعتبر هذه الدبابات مضادة للطائرات، وتأتي مزودة بسبطانتين عيار 35 ملم. على الرغم من انخفاض عيار مدفعها، إلا أنها تتمتع بمدى عمل يصل إلى 550 كيلومتر وتستطيع تجاوز الحواجز المائية بدون الحاجة لمعدات إضافية.
تعتبر دبابات غيبارد أساسية لأوكرانيا، حيث يمكن استخدامها ضد الطائرات المروحية الروسية مثل ميل مي 24. كانت هذه الدبابات جزءًا من الدفاع الجوي الألماني لسنوات طويلة وتظهر فعالية في ميادين القتال.
مدفع هاوبتزر 2000
تُعد هاوبتزر 2000 من المدفعية المصفحة المتطورة عيار 155 ملم، حيث تمتلك القدرة على إطلاق ثلاث طلقات في غضون 10 ثوان، وتتراوح مسافة تدمير الأهداف بين 30 و56 كيلومتر. هذه المدفعية ستكون إضافة قوية لقدرات أوكرانيا الدفاعية.
يواجه استخدام الجيبارد صعوبات في التدريب، حيث يتطلب استخدامه مهارات متقدمة من الطاقم، مما يعكس ضرورة توفير الدعم الفني والتدريبي لأوكرانيا.
عام 1998، ولا تزال في الخدمة حيث يتم تطويرها وتحديثها باستمرار.
على عكس الدبابات التقليدية، تُطلق هاوبتزر 2000 النار من وضع الثبات فقط، حيث تصل سرعتها القصوى إلى 60 كيلومتراً في الساعة، وتستطيع عبور العوائق المائية حتى عمق 1.5 متر. لقد أثبتت هذه المدفعية جدارتها في أفغانستان خلال عامي 2006 و2007 بدعم من سلاح الجو، حيث تمكنت من تدمير أهداف على بعد 40 كيلومتراً. يمتلك الجيش الألماني 100 مدفع هاوبتزر 2000، إلا أن وزيرة الدفاع كريستينا لامبريشت أكدت أن 40 منها فقط جاهزة للاستخدام، وستقوم برلين بإرسال 7 منها إلى أوكرانيا بعد تجهيزها.
عربة المشاة المصفحة ماردر
تُستخدم عربة المشاة القتالية المصفحة ماردر لنقل الجنود وحمايتهم من نيران العدو، بينما تقوم بإطلاق النار في الوقت نفسه، مما يجعلها سلاحاً متعدد الاستخدامات. تستوعب ما بين 6 إلى 7 جنود ومزودة بمدفع آلي عيار 20 ملم، بالإضافة إلى إمكانية تجهيزها بصواريخ موجهة من طراز ميلان، مما يتيح استخدامها ضد الأهداف البرية والجوية.
كما تحتوي على نظام تهوية للحماية من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية، وتستطيع عبور المياه حتى عمق مترين بفضل نظام الغوص الهيدروليكي. وعلى الرغم من هذه الميزات، تُعتبر ماردر سلاحاً قديم نسبياً، حيث دخلت الخدمة عام 1971، وقد بدأ الجيش الألماني بتنسيقها تدريجياً لصالح عربة بوما الأحدث. ومع ذلك، لا زالت جيوش أخرى تستخدم ماردر، التي أثبتت نجاحها في حرب كوسوفو وفي أفغانستان.
دبابة ليوبارد 2
تُعتبر دبابة ليوبارد 2 تحفة من صناعة الأسلحة الألمانية، حيث بدأت إنتاجها منذ عام 1978 وتلقت تحديثات متعددة خلال تلك الفترة، مما يضمن استمرار استخدامها حتى عام 2030. تُنتج بفضل شركة كراوس مافاي فيغمان، وهي تُعد واحدة من أكثر الأسلحة الألمانية مبيعاً عالمياً، مع نسخ وموديلات متنوعة تلبي احتياجات ورغبات الزبائن، ويتم إنتاجها أيضاً في دول أخرى تحت ترخيص.
تستخدم ليوبارد 2 ضد تجمعات العدو المدرعة، مع مدفع عيار 120 ملم، مما يمكنها من الرمي أثناء الحركة وإصابة الأهداف المتحركة والثابتة. حتى على الأراضي الوعرة، يبقى المدفع موجهًا نحو الهدف. بإمكانها أيضاً عبور المياه حتى عمق 4 أمتار عند تجهيزها بالمعدات اللازمة، وتوفر حماية من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية لطاقمها لمدة 48 ساعة. مع محرك بقوة 1500 حصان وسرعة تتجاوز 60 كيلومتراً في الساعة، تعتبر ليوبارد 2 عربة ثقيلة تشكل تحدياً للجسور.
أثبتت ليوبارد 2 جدارتها في أفغانستان وفقاً لشهادات الجنود الكنديين والدنماركيين الذين شاركوا في القتال، خاصة من حيث الحماية الكبيرة التي توفرها للطاقم. ومع ذلك، كانت هذه الدبابة مصدرًا للجدل السياسي في ألمانيا، بعد استخدامها من قبل تركيا عام 2018 ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.
على الرغم من ذلك، لم توافق الحكومة الألمانية حتى الآن على إرسال عربة المشاة القتالية ماردر أو دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا. حيث طالب السفير الأوكراني في برلين بإرسال 88 دبابة ليوبارد و100 عربة ماردر بالإضافة إلى مدافع هاوبزر وأسلحة ثقيلة أخرى لبلاده.
صواريخ ستينغر
يتميز صاروخ ستينغر، المحمول على الكتف، بقدرته على استهداف الطائرات المقاتلة والمروحيات بدقة، ويتم إنتاجه في الولايات المتحدة منذ عام 1980 كما يُنتج في دول أوروبية منها ألمانيا. بعد إطلاقه نحو هدف جوي، يتتبع الصاروخ الهدف بنفسه لمسافة تصل إلى 4000 متر.
تعتبر صواريخ ستينغر واحدة من أبرز الأسلحة الفعالة والسهلة الاستخدام. خلال فترة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان، تمكن المجاهدون الأفغان المدعومون من الولايات المتحدة من إسقاط العديد من الطائرات والمروحيات السوفياتية باستخدام هذا الصاروخ الفتاك. بالإضافة إلى الدعم من الولايات المتحدة وهولندا ولاتفيا، قدمت ألمانيا أيضًا 500 صاروخ ستينغر إلى أوكرانيا لتعزيز قدراتها الدفاعية.
صواريخ مضادة للدروع والتحصينات
تستخدم العديد من الجيوش، بما في ذلك الجيش الألماني منذ عام 1992، صواريخ 3 المحمولة على الكتف المضادة للدروع، والتي تم تصميمها بواسطة شركة ديناميت نوبل الألمانية. هذه الصواريخ تمتاز بقدرتها على استهداف الأهداف الثابتة حتى مسافة 400 متر، والمتحركة حتى 300 متر، مع القدرة على اختراق المدرعات المصفحة بسمك يصل إلى 300 مم. كما يمكن استخدام نفس القاذف لتجهيز صواريخ أخرى مضادة للتحصينات، قادرة على اختراق الخرسانة المسلحة حتى سماكة 240 مم. وفقًا لمصادر حكومية ألمانية، تم إرسال كميات كبيرة من هذه الصواريخ إلى أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي.
ذخيرة وأسلحة خفيفة متنوعة
بحسب المعلومات الصادرة عن الحكومة الأوكرانية، حتى نهاية شهر أبريل/نيسان، قامت ألمانيا بتزويد أوكرانيا بـ100 بندقية آلية، و100 ألف قنبلة يدوية، و2000 لغم، وحوالي 5300 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى أكثر من 16 مليون طلقة من أعيرة مختلفة.
تحليل التطورات العسكرية
تتواكب هذه الخطوات مع التطورات الأخيرة في الساحة العسكرية، حيث يسعى المجتمع الدولي لدعم أوكرانيا في مواجهة التحديات الحالية. تعزيز القدرات الدفاعية عن طريق مثل هذه الأسلحة المتقدمة يعكس الالتزام الجماعي للأطراف المعنية في تحقيق الاستقرار في المنطقة.





