
طالما كانت مقاتلة Su-35S الرائدة في قوة الطيران الروسية، حيث دخلت الخدمة في عام 2014 بعد أكثر من 25 عاماً من التطوير. تمثل هذه المقاتلة الثقيلة الذهنية الأعلى في القوة الجوية الروسية، حيث ما زالت خطوط الإنتاج نشطة حتى يومنا هذا.
تحتفظ القوات الجوية الروسية بأكثر من 100 طائرة من طراز Su-35، فيما بلغ عدد الطائرات المصدرة حوالي 50 طائرة. شهدت هذه الطائرات أول ظهور لها في الخارج خلال عام 2016، عندما تم استخدامها لحماية القوات الروسية في سوريا إلى جانب صد الهجمات الغربية أو التركية المحتملة.
تظهر مقاتلة Su-35 تطويراً ملحوظاً عن سابقتها، Su-27، حيث تم تحسين محركاتها، هيكلها، وإلكترونيات الطيران. وتشتهر الطائرة بقدرتها الفائقة على المناورة في كافة السرعات وبتحملها الفائق، مما يجعلها تتفوق على أي منافس غربي. تمتاز أيضاً بمجموعة قوية من أجهزة الاستشعار ونظام الحرب الإلكترونية Khibny-M، بالإضافة إلى الصواريخ ذات المدى البعيد.
على الرغم من قدراتها المذهلة، فإن Su-35 تظل براغماتية بالمقارنة مع طائرات الجيل الخامس مثل Su-57، التي كان من المقرر أن تدخل الخدمة عام 2015 ولكنها تأخرت بشكل ملحوظ. مع تزايد التحديات المتعلقة بقدرتها على القتال بشكل مواتٍ ضد التصاميم الأجنبية المتطورة، تركز النقاشات على ميزاتها ونقاط ضعفها.
تتميز طائرات الجيل الخامس بتصميمها الذي يقلل من رصد الرادار، مما يمنحها ميزة أكبر في ساحات المعارك الحديثة. ومع ذلك، يظهر أن الميزات المتمثلة في Su-35 قد تكون غير كافية في ظل الاتجاه المتزايد نحو الطائرات الشبحية، مما يجعل من الصعوبة بمكان أن تكون هذه الطائرات قادرة على إطلاق النار أولاً ضد أهداف خفية.
كما يجب الإشارة إلى أنه في ظل التطورات الحالية، تعتبر Su-35 أقل قدرة على تنفيذ المهام مثل قمع الدفاع الجوي. يوجد حالياً فقط اثنان من الطائرات الشبحية قيد الإنتاج والعمليات، وهما J-20 الصينية وF-35 الأميركية. ومع ذلك، فإن هذا الأمر يمثل تحدياً مشتركاً أيضاً بالنسبة للعديد من المقاتلات الحديثة المتواجدة في السوق العالمية، بما في ذلك تلك الخاصة بالصين والولايات المتحدة.
تتميز Su-35 بمقطع عرضي منخفض من رادار الطائرات الثقيلة من الجيل الرابع، حيث يقل عن ثلث ما تمتلكه طائرة Su-27. هذه الميزات تعزز من فاعليتها في المهام الجوية، وهذا ما يجعلها واحدة من الطائرات البارزة في القوات الجوية الروسية.
في السبعينات، كان أحد العوائق الرئيسية لمقاتلات الاتحاد السوفيتي هو ضعف صواريخ الجو-جو بعيدة المدى مقارنة بنظيراتها الأميركية مثل AIM-7. بينما تم اعتبار الصاروخ السوفيتي R-40 من أكثر الصواريخ قدرة في العالم، إلا أنه كان يعاني من مشكلة الوزن الثقيل، ما أثر على الأداء العام للمقاتلات في تلك الفترة.
في الثمانينيات، شهدت القوة الجوية تحولاً كبيراً عند دخول صاروخ R-27 الخدمة، حيث منحت مقاتلات مثل MiG-29 وSu-27 الأفضلية على نظيراتها الغربية. ومع ذلك، كان التقدم التالي في تكنولوجيا الصواريخ جو-جو هو إدخال صواريخ بتوجيه رادار نشط. إذ تعتبر R-37 السوفيتية من بين الأنجح، بينما جاءت R-77 لمنافسة AIM-120 الأمريكية. ولكن مع انهيار الاتحاد السوفيتي، أثّر ذلك سلباً على برنامج الصواريخ الروسي، مما جعل القوات الجوية تعتمد بشكل كثيف على النسخ المحسّنة من R-27.
على الرغم من أن صواريخ R-77 قد حازت على دور في التصدير من خلال صفقات التسعينيات، كانت مقاتلة Su-35 هي الأولى التي تم نشرها في الخطوط الأمامية عام 2016. يُسلّح العديد من المقاتلات بـ R-27 التي تتوفر على نطاق واسع، ورغم أن R-77 تقارن بـ AIM-120C الأمريكية، لم تستطع أن تُنافس AIM-120D وتفوقت عليها PL-15 الصينية التي دخلت الخدمة في كل من عامي 2014 و2015. وبالنظر إلى المستقبل، تم تطوير صواريخ جديدة مثل K-77M وR-37M للطائرة Su-35، وهما قد يحولان نقاط الضعف إلى مزايا رئيسية.
يُعتبر وجود رادار نشط بمسح إلكتروني عيباً ملحوظاً في Su-35، إذ كانت روسيا وأوروبا متخلفتين مقارنة بالصين واليابان والولايات المتحدة في تبني هذه التكنولوجيا. وكان هذا على الرغم من أن الاتحاد السوفيتي كان يُعد رائداً ولديه تكنولوجيا متقدمة تقدمت على منافسيه لعقود قبل الانهيار.
رادار Irbis-E من طراز Su-35 هو أحد أقوى الرادارات حالياً، حيث يتيح اكتشاف الأهداف على مسافة تصل إلى 400 كيلومتر. يمكنه التعامل مع 30 هدفًا في الوقت نفسه ويوفر توجيه النار للعديد من المهام بسرعة. ولدى Su-35 إمكانية دمج رادار AESA مما يعزز الوعي الظرفي بالموقف بشكل كبير.
على الرغم من المزايا القتالية التي يتمتع بها Su-35، إلا أن متطلبات الصيانة العالية والتكاليف التشغيلية تمثل تحدياً كبيراً. حيث تحتاج الطائرات إلى صيانة متميزة لضمان مستوى عالٍ من الاستعداد التشغيلي. ونتيجة لذلك، قد تعاني القوات الجوية من انخفاض عدد الطلعات الجوية بسبب تكاليف الصيانة المرتفعة.
لا تزال تكاليف الصيانة مرتفعة نسبياً بالنسبة للمقاتلات الثقيلة، على الرغم من أنها قد تكون أكثر من منافساتها مثل Su-27 القديمة أو المقاتلات ذات التصميمات الأجنبية مثل F-22. إلا أن الجهود المبذولة لتحقيق تصميم أكثر حداثة باستخدام المواد المركبة قد ساهمت في تقليل احتياجات الصيانة بشكل ملحوظ.
تُعتبر التكاليف المرتفعة للصيانة مفهومًا شائعًا بين مقاتلات الوزن الثقيل، إذ يُنظر إلى هذه التكاليف على أنها تستحق العناء نظرًا لقدرتها على التحمل وقوة الاستشعار الكبيرة والقدرات النارية المتفوقة.
مجلة ميليتاري واتش





