
بعد غرق أكبر طراد في البحرية الروسية، وهو موسكفا، تجدد النقاش حول فعالية السفن الحربية في مواجهة تهديدات الصواريخ المضادة للسفن، حتى مع وجود روايات متباينة بشأن أسباب غرقها.
تشير الرواية الأوكرانية إلى أن قوات كييف استهدفت الطراد الروسي بصواريخ نبتون، بينما تدعي موسكو أن الحادث ناتج عن حريق في مستودع الذخيرة على متن السفينة.
من الواضح أن أسطول البحرية الروسية قد تراجع باتجاه الجنوب قبالة الساحل الأوكراني، مما يؤكد المخاوف من خطر الصواريخ الأوكرانية على السفن الروسية.
إذا ثبت أن غرق الطراد الروسي كان نتيجة لهجوم صاروخي أوكراني ناجح، فسيكون هذا الحدث الأبرز منذ أن أغرقت غواصة بريطانية الطراد الأرجنتيني الجنرال بلغرانو خلال حرب فوكلاند عام 1982.
الطراد الروسي ينتمي إلى فئة Project-1164 Atlant، وتصل كلفته إلى حوالي 700 مليون دولار، وهو مزود بـ 16 صاروخ كروز طويل المدى من طراز P-1000 Bazalt.
مع ذلك، فإن تكلفة أنظمة الصواريخ المضادة للسفن مثل نبتون تكون أقل بكثير، مما يجعلها خيارًا أكثر فعالية من حيث التكلفة.
استشهدت المجلة بخبرة بريطانيا في حرب فوكلاند، حين غرقت المدمرة “إتش إم إس شيفيلد” بعد استهدافها بنجاح من قبل صاروخ Exocet الأرجنتيني.
كما استذكرت المجلة أحداث الحرب الإيرانية العراقية، عندما تعرضت فرقاطة “يو إس إس ستارك” لهجوم، مما استدعى سحبها من الخليج العربي لتصليح الأضرار.
في 2016، قبالة ساحل اليمن، نجحت المدمرة الأمريكية USS Mason في التصدي لهجمات صواريخ الحوثيين باستخدام نظام الدفاع الجوي الخاص بها.
بعد فشل هجوم الحوثيين الثاني، قامت البحرية الأمريكية بتدمير محطة رادار الحوثيين المتورطة في الهجوم التالي بعد يوم واحد بهجوم صاروخي.
تظل المناقشات حول السفن مقابل الصواريخ مستمرة حتى يومنا هذا. حيث توفر الصواريخ المضادة للسفن ميزات غير متناسبة للمقاتلين الأضعف ضد القوات البحرية القوية، مما أتاح ظهور صواريخ حديثة ورخيصة.
يمكن نشر الصواريخ المضادة للسفن بكميات كبيرة، دون الحاجة لميزانية تتجاوز تكلفة المدمرة أو الفرقاطة، بينما تتطلب السفن الحربية الحديثة استثمارات أكبر في البناء والتشغيل والصيانة.
أظهرت الدراسة أن مع تطور قدرات الصواريخ المضادة للسفن لتصبح أكثر فتكًا، فإن تصميم السفن الحربية الحديثة سيتطور أيضًا لمواجهة هذه التهديدات.





