الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الإقليميةالإماراتالسعودية

“العلاقة المتوترة بين الإمارات وأمريكا: أسوأ لحظاتها في التاريخ الحديث”

ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة تُعاني من أسوأ حالاتها، حيث تزايد التوتر بين الطرفين بسبب عدة قضايا.

تحدثت الصحيفة في تقريرها عن كيف أن استضافة دبي للأثرياء الروس الذين يهربون من العقوبات الدولية زادت من حدة العلاقات المتوترة بين الإمارات وواشنطن.

كما أشارت الصحيفة إلى أن جو بايدن يحاول فتح احتياطيات النفط الاستراتيجية الأمريكية، بينما تظل الدول الصديقة المنتجين للنفط، مثل الإمارات والسعودية، متمسكة بموقفها ولا تنوي اتخاذ خطوات جديدة.

رفض كلا البلدين، الإمارات والسعودية، تلبية طلبات بايدن لمواجهة ارتفاع أسعار النفط الناتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا. وقد عبر البلدان عن موقفهما الرافض بشكل علني.

الحرب المستمرة منذ خمسة أسابيع أدت إلى تزايد التوترات في مناطق عديدة من العالم، ولكن يبدو أن الشرق الأوسط هو الأكثر تأثراً، حيث تتساءل الدول الكبرى عن أسس العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن.

يرتفع مستوى القلق في العلاقات القائمة بين دول الخليج وواشنطن، خصوصاً بعد رفض السعودية والإمارات المساعدة أو الاستجابة لدعوات الرئيس الأمريكي. وهذا يأتي في ظل تزايد ثروة الروس التي تتدفق إلى دبي بينما تحاول الولايات المتحدة وأوروبا فرض عقوبات على الاقتصاد الروسي.

بالإضافة إلى ذلك، لا تزال المحادثات مع طهران متعثرة، مما يثير القلق بشأن إمكانية إرجاء العقوبات مقابل عودة إيران إلى الاتفاق النووي السابق، وهو ما يشير إلى توترات إضافية في المنطقة.

غالبًا ما تكون تصرفات المسؤولين في أبوظبي والرياض غامضة، لكنهم أصبحوا أكثر صراحة في الأسابيع الأخيرة عند تعاملهم مع الدبلوماسيين بشأن شكاواهم. كما أشار أحد الدبلوماسيين الغربيين إلى أن نظيرًا سعوديًا أعرب عن أن “هذه هي نهاية الطريق بالنسبة لنا ولبايدن، بل وربما للولايات المتحدة أيضًا”.

تشارك شخصيات سعودية وإماراتية بارزة نفس المشاعر، حيث عبر رئيس تحرير قناة العربية السابق، محمد اليحيى، عن استيائه من تدهور العلاقات في منتدى جيروزاليم بوست.

كتب اليحيى: “العلاقة السعودية الأمريكية تمر بأزمة عميقة”. كما أضاف: “يجب أن يركز النقاش على كلمة واحدة: الطلاق. عندما قدّم أوباما الاتفاق النووي، فهمنا أنه يسعى لإنهاء تحالف استمر 70 عامًا.”

أشار اليحيى إلى أن الاتفاق النووي يمهد الطريق لإيران للحيازة على قنبلة نووية، مما يزيد التوتر في المنطقة. وأوضح أن سياسة الصين تقدم بديلاً واضحًا وبسيطًا، حيث تقدم الرياض صفقة مباشرة: بيع النفط مقابل المعدات العسكرية.

وفي الآونة الأخيرة، كان بريت ماكغورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، يتردد على الرياض في محاولة لتقديم رؤية جديدة لعلاقة كانت قد شهدت توتراً بعد تنصيب بايدن.

رفض الزعيم الفعلي للسعودية، محمد بن سلمان، الحوار، مما حدد مسار المواجهة اللاحقة. يظل الأمير محمد وأخيه محمد بن زايد في الإمارات حذرين للغاية بشأن تصميم الإدارة الأمريكية الرامي إلى تنفيذ الاتفاق النووي، الذي قد يمنح إيران تخفيفاً شاملاً للعقوبات مقابل التنازل عن قدرتها على إنتاج سلاح نووي.

تزايدت المخاوف بسبب الانخفاض الملحوظ في الدعم الأمريكي للحملة التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن. كما تثير نهج الإدارة مخاوف الرياض وأبو ظبي، حيث تعتقدان أن الولايات المتحدة قد تكون مستعدة للتضحية بالحلفاء من أجل تحقيق أهداف مثالية.

كانت دبلوماسية الصفقة المجردة التي اتبعها دونالد ترامب صيغة مألوفة لكلا الطرفين، وقد استفادت منها الصين، نظراً لرغبتهما في تقوية العلاقات التجارية والأمنية.

وصف عبد الخالق عبد الله، الباحث البارز في العلوم السياسية في الإمارات، الأزمة الحالية مع واشنطن بأنها الأشد منذ خمسين عاماً. وأكد في تصريح له أن “علاقة الإمارات مع الشريك الأمريكي تدور عند مفترق طرق، ويقع على عاتق إدارة بايدن واجب إصلاح سوء الفهم”.

لقد قامت الإمارات باستثمار كبير في علاقاتها مع واشنطن، حيث خصصت جزءاً كبيراً من استثماراتها في صناديق الثروة السيادية للأسواق الأمريكية، رغبةً في تعزيز التجارة مع الولايات المتحدة.

أشار عبد الله إلى شعور الإمارات بالاستخفاف من جانب واشنطن، خاصة بعد عدم توقيع اتفاقية لتزويدها بطائرات F-35، والغضب الناتج عن تخاذل بايدن عقب الهجمات الصاروخية من الحوثيين على أبوظبي.

ازدادت الأمور تعقيداً مع اعتراض إدارة بايدن على قرارات سيادية للإمارات، مثل استقبال بشار الأسد، والضغط عليها لزيادة إنتاج النفط بعيداً عن اتفاقية أوبك.

تأتي هذه الأمور في وقت لم تعد فيه الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في العالم، مما دفع الإمارات ودول أخرى إلى تنويع شركائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى