
على الرغم من التوقعات السلبية في بداية النزاع الروسي الأوكراني، أظهرت أوكرانيا صموداً ملحوظاً أمام واحدة من أقوى القوات العسكرية العالمية، ويعزى هذا الأمر إلى الدعم الكبير الذي حصلت عليه من الدول الغربية.
منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير، تمكنت أوكرانيا من استلام شحنات متنوعة من المساعدات العسكرية الغربية، بدءًا من صواريخ مضادة للدبابات وصولًا إلى أنظمة دفاع جوي. وقد بلغ إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا مليار دولار خلال العام الماضي، مع وصولها لأكثر من 2.5 مليار دولار منذ عام 2014.
حسب صحيفة “نيويورك تايمز”، يساهم ما يقارب 20 دولة، أغلبها من أعضاء حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، في نقل الأسلحة إلى أوكرانيا لمواجهة القوات الروسية وتعزيز صفوف الجيش والمقاومة.
حالياً، يواجه المجال الجوي فوق أوكرانيا تحديات كبيرة حيث تسيطر الطائرات الحربية الروسية، مما يعقّد عمليات نقل المساعدات العسكرية عبر الضربات الجوية. لذلك، تمكنت أوكرانيا من الاعتماد على السكك الحديدية لنقل الأسلحة من بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا.
وفي هذا السياق، قال المحلل الكندي المتخصص في الشؤون الأمنية، ميتشل بيلفر: “بالرغم من تأكيد الرئيس المجري بعدم تورط بلاده في دعم الحرب، تستمر الإمدادات العسكرية في التدفق عبر الحدود المجرية نحو أوكرانيا”.
وأوضح بيلفر أن بولندا تظل الممر الرئيسي للإمدادات، وتعتبر جمهورية التشيك واحدة من أبرز الموردين للذخائر الصغيرة لأوكرانيا. وعليه، يُمكن افتراض أن الكثير من الشحنات تنتقل برا وعبر السكك الحديدية من جمهورية التشيك إلى أوكرانيا عبر سلوفاكيا.
مع حدود مشتركة تمتد لـ 535 كيلومترًا، تربط بين بولندا وأوكرانيا، تاريخ طويل للجيوش الأميركية في إرسال المعدات عبر بولندا.
وأشار بيلفر إلى أن “الإمدادات العسكرية التي قدمتها دول الناتو كانت حاسمة في تغيير مسار المعركة لصالح الأوكرانيين. لو لم تكن هناك أسلحة مضادة للطائرات والدبابات، لكانت القوات الروسية قد تمكنت من التقدم بشكل كبير ضد الجيش الأوكراني والمدن.”
وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن طائرات النقل العسكرية تهبط بشكل متكرر في مطار محلي في بولندا، حيث تُفرغ حمولاتها من الأسلحة المخصصة للقوات الأوكرانية، والتي تواجه الهجوم الروسي، ليتم نقل هذه الأسلحة عبر قوافل شاحنات تتنقل بين البلدات والقرى الحدودية.
سكاي نيوز عربية





