
كشف مجمع الصناعات العسكرية الروسي “روستيك” (Rostec) عن معلومات جديدة تُظهر أن القوات الجوية الإثيوبية تقدمت بطلب للحصول على ست مقاتلات متطورة من نوع “سو-35” (Su-35).
تُعتبر إثيوبيا من الدول الإفريقية البارزة في مجال سلاح الطيران، حيث تملك فعليًا أسطولًا من مقاتلات “سو-27” التي دخلت الخدمة في منتصف التسعينات. وقد أثبتت هذه الطائرات فعاليتها خلال الصراع مع إريتريا الممتد من 1998 إلى 2000، حيث تفوقت على مقاتلات “ميغ-29” الإيريتيرية. ومع مرور نحو ثلاثين عامًا، فقد أصبح من الضروري تحديث هذا الأسطول.
“سو-35”: الطلب الثالث المعلن في عام 2025
يُعتبر الطلب الإثيوبي هو الثالث من نوعه رسميًا للمقاتلة “سو-35” خلال عام 2025، بعد الطلبات من إيران والجزائر. وقد أظهرت وثائق سرية مسربة من قبل هاكرز يُعرفون باسم “بلاك ميرور” (Black Mirror) في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 2025 تفاصيل حول التعاون الدفاعي الروسي مع مجموعة من الشركاء الدوليين، بالإضافة إلى استراتيجيات لوجستية للامتناع عن العقوبات الغربية، بجانب معلومات خاصة بتوريد الأسلحة.
تشير الوثائق إلى أن إيران طلبت 48 مقاتلة “سو-35″، بينما وقعت الجزائر على عقد للحصول على 12 طائرة “سو-57” الشبحية و14 طائرة هجومية من نوع “سو-34”. وفي هذه الأثناء، قامت إثيوبيا بالتعاقد على 6 مقاتلات من طراز “سو-35”.

من الجدير بالذكر أن هذا النوع من الطائرات واجه عقبات في عملية التصدير في السابق بسبب المخاوف من العواقب الناتجة عن العقوبات الغربية، الأمر الذي أدى إلى تأجيل طلبات دول مثل مصر وإندونيسيا. في حين كانت الصين هي الوحيدة التي تسلمت بالفعل 24 طائرة من هذا الطراز.
وقدرات المقاتلة والتحديات الاقتصادية لإثيوبيا
حتى نهاية عام 2025، لم يكن هناك دليل واضح على أن إثيوبيا تمتلك طائرات “سو-35″، رغم وجود شائعات تشير إلى اهتمامها. ويُعتقد أن هذا اللغز ناتج عن استعمال أديس أبابا للطراز الأقدم “Su-30K”، مما أثار تساؤلات حول إمكانية تطوير هذا الطراز، لكن لم يتم الجزم بذلك بعد.
تُعد “سو-35” (المعروفة لدى حلف الناتو باسم “Flanker-E”) متطورة بشكل كبير مقارنةً بالنسخ السابقة “Su-30K” التي بحوزة إثيوبيا. فهي تمثل تحسنًا ملحوظًا ضمن فئة “الجيل الرابع++”. تشمل ترقية هذه الطائرات أنظمة إلكترونيات طيران متفوقة، ورادار قوي “Irbis-E” يعمل بالتقنية الحديثة للمسح الإلكتروني السلبي (PESA)، ومحركات قوية ذات قدرة دفع موجه، فضلاً عن أنظمة متقدمة للحرب الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع بقدرة كبيرة على المناورة وحمل الأسلحة، مما يميزها كواحدة من أكثر الطائرات القتالية فعالية على مستوى العالم.
ومع ذلك، فإن الحصول على هذه المقاتلات يشكل تحديًا ماليًا كبيرًا لإثيوبيا، حيث يُقدّر تكلفة كل طائرة بين 70 إلى 80 مليون دولار. ويضاف إلى ذلك نفقات إنشاء البنية التحتية المطلوبة، بالإضافة إلى برامج التدريب والصيانة، مما يستلزم التزامًا ماليًا طويل الأجل في ظل التحديات الاقتصادية والتنموية التي تواجهها الحكومة الإثيوبية.





