الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الدولية

“تحديات الإمداد: كيف قد تؤثر عقبات التموين على تقدم روسيا في المعارك المقبلة”

أفادت صحيفة “فرانكفورتر روندشاو” الألمانية أن القوات الروسية تركت العديد من مركباتها وآلياتها السليمة في بعض المدن والبلدات الأوكرانية، حيث تخلص أغلب الجنود من وجباتهم الغذائية دون تناولها.

وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبدو أنه أخطأ في تقييم المقاومة الأوكرانية وقلل من شأنها”.

وأشارت إلى أن “أزمة الإمدادات تعكس عيوب الاستراتيجية العسكرية الروسية خلال الصراع، حيث يعاني الجيش الروسي من صعوبة في توفير الطعام الكافي لجنوده، مما يساهم في مشهد ترك الجنود لمركباتهم دون وقود، بالإضافة إلى التخلص من الوجبات الفاسدة.”

وبحسب التقرير، فإن قيادة الجيش الروسي تعتمد على وحدات قتالية صغيرة قادرة على التقدم بسرعة، لكنها ليست مجهزة لتأمين إمداداتها.

تمكنت القوات الأوكرانية من استهداف قوافل الإمداد الروسية، مما أجبر روسيا على تخصيص عدد كبير من الجنود لحماية طرق الإمداد، مما أدى إلى تعثر عملياتها الهجومية أكثر.

منذ بداية الشهر الحالي، حاول الجيش الروسي تحقيق تقدم شرق العاصمة الأوكرانية كييف، ولكنه لم يتمكن من ذلك، كما فشل في الاستيلاء الكامل على مدينة “سومي” أو السيطرة على الأراضي في شمال شرق أوكرانيا. وبالتالي، وجب على القوات الروسية تأمين خط الاتصال الطويل بين روسيا وكييف، وهو ما يعاني من ضعف في الأفراد والمعدات.

يمتد الطريق الوحيد للقوات الروسية بالقرب من “سومي” إلى كييف، حيث يبلغ طوله حوالي 300 كيلومتر على طول الطريق السريع “H07″، مما يجعل قوافل موسكو العسكرية عرضة لنيران الكمائن الأوكرانية المتنقلة.

أفادت الصحيفة بأن “الكوماندوز الروسي” وقع في مصائد أوكرانية، مما زاد من تفاقم أزمة الإمدادات الغذائية والوقود.

كما شهدت الأيام الأخيرة قيام قوة مكونة من 5 مركبات قتالية روسية من طراز BMP-2 ودبابة T-90 بالتحرك نحو “روسانيف” في محاولة للاستيلاء على جسر “كونكر” فوق نهر “تروبيش”، لكن الهجوم الروسي كان محكومًا عليه بالفشل. حيث استطاعت القوات الأوكرانية تدمير دبابة T-90، التي احترقت على بعد 100 متر من الجسر، بينما حاولت مركبتان من نوع BMPs الهروب من الكمين ولكنهما فشلتا أيضًا.

إحدى الملاحظات اللافتة كانت أن جنود المشاة الروس الذين قتلوا قرب “روسانيف” لم يعطوا أهمية للطعام الروسي الذي أحضروه، حيث ظل قسم كبير من حصصهم الغذائية دون استهلاك، بينما فضلوا حمل وجبات خفيفة معلبة ومنتجات رخيصة من المتاجر الأوكرانية.

زاد التقرير من توضيح أن معظم الإمدادات الغذائية الأساسية للجنود قد انتهت صلاحيتها، وعجزت القيادة عن توفير بدائل، وهو ما أكده عدد من المقاتلين الروس الأسرى.

حتى الآن، ألحق الأوكرانيون خسائر فادحة بالجنود الروس خلال فترة الحرب الجارية.

توقعت الصحيفة أن “استمرار المشاكل في الإمداد للجيش الروسي قد يؤدي إلى تفاقم صعوبة تقدمه، مما يزيد من احتمال التوصل إلى مفاوضات سياسية بين أوكرانيا وروسيا. ومع ذلك، لا يمكن استبعاد زيادة القصف والهجمات الصاروخية الروسية، وربما استخدام الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية”.

إرم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى