
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الولايات المتحدة ودول الناتو أرسلت أكثر من 17 ألف سلاح مضاد للدبابات إلى أوكرانيا مع بدء الغزو الروسي، بما في ذلك صواريخ جافلين، عبر بولندا ورومانيا.
أثارت الصور التي تُظهر الدبابات الروسية المدمرة اهتماماً كبيراً بصواريخ جافلين المضادة للدروع. وقد أكد خبراء الأسلحة فعاليتها ضد الدبابات الروسية في الصراع الأوكراني، وفقاً لتقرير من صحيفة واشنطن بوست.
يشير المراقبون إلى أن الحرب في أوكرانيا شهدت ظهور العديد من الأسلحة الفعالة، بما في ذلك مضادات الدبابات، حيث اعتبر البعض صواريخ جافلين الأمريكية بأنها من أقوى الأسلحة بيد الأوكران.
فما هي صواريخ جافلين الأمريكية التي اكتشفتها القوات الروسية في مدن أوكرانيا، والتي عرضت في مقاطع فيديو انتشرت عبر العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؟


صواريخ جافلين الأمريكية
جافلين “إف جي أم 148 جافلين” هو صاروخ أمريكي محمول مضاد للدروع، تمت صناعته بواسطة شركتي رايثيون ولوكهيد. يمثل هذا الصاروخ تطويرًا لتصميم أصلي بريطاني من قِبل شركتي تكساس ومارتن.
تأسس تصميمه على تقنية رمي الرمح. الصاروخ مصمم ليكون محمولاً جوًا، ويستخدم في البداية من قِبل الجيش البريطاني والكندي، وقد تم إطلاقه من الكتف أو عبر قاذفة مخصصة لضمان تثبيته.
تبلغ تكلفة صاروخ جافلين الواحد 246 ألف دولار، ليصبح قريباً من ربع مليون دولار. وتم إدخال الصاروخ الخدمة الفعلية عام 1996. يأتي مع باحث حراري يوجه تلقائيًا، مما يجعل دور الرامي مقتصرًا على الإطلاق فقط، دون الحاجة للتوجيه أثناء الطيران.
يصل وزن وحدة الإطلاق للصاروخ إلى 22 كجم تقريبًا، والمدى الفعال له يتراوح بين 75 إلى 2500 متر، بينما يبلغ أقصى مدى إطلاق 4750 متر. يتميز الصاروخ بطريقة إطلاقه الفريدة، حيث يرتفع في البداية في الهواء ثم يسقط على الهدف من الأعلى.
توجد طريقتان لاستهداف العدو: الأولى عندما يكون الهدف مكشوفًا، حيث يطير الصاروخ بشكل مباشر، والثانية عندما يكون الهدف وراء حاجز، حيث يرتفع الصاروخ إلى ارتفاع مناسب (بحد أقصى 160 متر) لتجاوز الحاجز ثم يسقط على الهدف.
يعتبر صاروخ جافلين من الأنظمة المتطورة في مجال الرماية، حيث يختلف عن صواريخ تاو وكونكورس بعدم كونه موجها سلكياً، ولا يعتمد على الليزر كما هو الحال مع صواريخ كورنيت. يمكن للرامي مغادرة موقعه فور إطلاق الصاروخ، مما يوفر له إمكانية الحركة والانتقال لمكان آخر بسهولة، حتى من بين الأبنية.
إحدى السمات الفريدة لجافلين هي طريقة هجومه التي تنقض على الهدف من الأعلى نحو الأسفل، بعكس الأنظمة الأخرى التي تهاجم من الجوانب. وهذا يسهم في تخطي العوائق والمساتر التي عادة ما تختبئ خلفها العربات، ما يجعله فعالاً للغاية عندما يتعلق الأمر بإصابة الدبابات المخفية خلف سواتر رملية.
بفضل تصميم رأس الصاروخ الحربي الترادفي، يمتلك جافلين القدرة على اختراق أي دبابة، حيث يستهدف أضعف نقاطها من الأعلى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن صاروخ جافلين يقدم أداءً جيداً ضد الأهداف المتحركة مقارنةً ببقية الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، كما يمكنه أيضاً مهاجمة الأبنية مباشرة كما تفعل صواريخ تاو.
ما هي الإجراءات التي اتخذتها روسيا للتصدي لصواريخ جافلين؟
بحسب تقرير من صحيفة واشنطن بوست، فإن هناك القليل مما يمكن أن تفعله الجيوش المتقدمة لمواجهة صواريخ جافلين. وقد أفادت الصحيفة بأن الدبابات الحديثة مغطاة بدروع تفاعلية تطلق متفجرات رداً على هجمات الصواريخ، إلا أن جافلين مُصمم لتجاوز هذه الحواجز بسهولة.
وأشار مارك كانسيان، كبير مستشاري برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن الدبابات الروسية تظل أكثر عرضة لهذه الصواريخ، خاصةً لأنها مُصممة لتكون “صغيرة جداً ومضغوطة”. وعادةً ما يؤدي استهداف جافلين لقمة الدبابة إلى “تدمير فوري” لها.





