“نيويورك تايمز: فرص الأوكرانيين وسط أخطاء استراتيجية القوات الروسية”

أبرزت صحيفة نيويورك تايمز أن القوات الأوكرانية أظهرت أداء غير متوقع في مواجهة الجيش الروسي على جبهات القتال، مما أثار دهشة المحللين العسكريين الذين أشاروا إلى العديد من الأخطاء التكتيكية التي ارتكبها الروس.

استخدم الجنود الأوكرانيون أساليب متنوعة، مثل نسف الجسور لوقف تقدم القوات البرية الروسية. وعمل الطيارون ودفاعاتهم الجوية على منع الطائرات الحربية الروسية من السيطرة على الأجواء.

استفاد الأوكرانيون أيضاً من بداية الغزو الروسي الفاشلة، حيث انطلقوا نحو قافلة مدرعة روسية مكونة من عدة أميال كانت متجهة إلى العاصمة كييف، مما ساهم في إيقاف تقدم القوات الروسية التي كانت تواجه نقصاً في الوقود والغذاء.

علق توماس بولوك، المحلل في وكالة جينس العالمية للاستخبارات الدفاعية، على الأخطاء التكتيكية للقوات الروسية التي أمكن الأوكرانيين الاستفادة منها بنجاح.

في اليوم التاسع من الغزو الروسي لأوكرانيا، فشلت قوات موسكو في السيطرة على العاصمة كييف والمدن الكبرى، باستثناء مدينة خيرسون الجنوبية، التي شهدت مقاومة شرسة من قبل القوات الأوكرانية.

وفي حديثه، أشار الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، إلى أن الجيش الأوكراني يدير عمليات دفاع فعّالة على الأرض، مستفيداً من معرفته الطوبوغرافية لتعطيل تقدم القوات الروسية على مختلف الجبهات.

أضاف الجنرال ميلي أن بعض التكتيكات الأوكرانية تضمنت استخدام أنظمة أسلحة متحركة لمهاجمة القوات الروسية في كل مناسبة ممكنة.

قال الجنرال الأمريكي المتقاعد، فريدريك هودجس، الذي يعمل الآن في مركز تحليل السياسات الأوروبية، إن القيادة الأوكرانية تتعلم وتتأقلم بشكل أسرع منذ بداية الصراع.

جهود الجيش الأوكراني منذ بدء الغزو كانت محور تحول، حيث عمل على التصدي لقوات موسكو التي حشدت أكثر من 150 ألف جندي على الحدود. على سبيل المثال، صدت القوات الأوكرانية هجومًا روسيًا عبر إنزال جوي وقوات خاصة على مطار رئيسي شمال كييف في الساعات الأولى من الحرب.

كما نجحت القوات الأوكرانية في إحباط محاولة روسية لفتح جسر جوي رئيسي على مشارف العاصمة.

قدمت الولايات المتحدة أكثر من 3 مليارات دولار من الأسلحة والمعدات والإمدادات الأخرى للقوات المسلحة الأوكرانية منذ عام 2014. ومن خلال السنوات الماضية، ساهم المستشارون العسكريون الأمريكيون في تدريب أكثر من 27 ألف جندي أوكراني بمركز يافوريف للتدريب القتالي بالقرب من لفيف غرب أوكرانيا.

قدّم فريدريك دبليو كاجان، المحلل الاستراتيجي العسكري، بمشورة للقيادة الأمريكية في العراق وأفغانستان، تعريفًا لفن حرب المناورة الآلية، مشيرًا إلى أهمية تركيز القوة القتالية في مناطق استراتيجية معينة من الجبهة. وقد فشلت القوات الروسية في تحقيق هذا الأمر، بينما استفاد الأوكرانيون من قدرتهم على نقل التعزيزات بسرعة لتنفيذ هجمات مضادة فعّالة.