
تعتبر البيئة الناتجة عن النزاعات والحروب ملائمة لنشر الشائعات والمعلومات المضللة تحت مظلة “الحرب النفسية”. هذه الأساليب تهدف إلى تعزيز الروح المعنوية لدى الجنود والمدنيين على حد سواء، بالإضافة إلى إلحاق الأذى النفسي بالخصوم.
مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت المعلومات المضللة تتفشى بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت هذه الروايات تنتشر بشكل مشابه للنار في الهشيم.
من بين هذه الحكايات، تتأرجح قصة “شبح كييف” بين الحقيقة والخيال، مما يجعلها مميزة تماماً. يقول البعض إن طيارًا أوكرانيًا، يقود مقاتلة “MiG-29 Fulcrum”، تمكن من إسقاط ست طائرات حربية روسية خلال 24 ساعة.
وقد أثبتت تلك الروايات وجودها عبر مقاطع فيديو تظهر المقاتلات الأوكرانية وهي تقوم بمناورات في السماء، مما زاد من شعبية “شبح كييف” عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
سرعان ما أصبح “شبح كييف” رمزًا بطوليا في هذه الحرب التي تُتابع على نطاق واسع عبر الإنترنت، وهو ما أكدت عليه صحيفة “نيويورك بوست”.
قامت تأكيدات السفير الأوكراني لدى الاتحاد الأوروبي بدعم هذه الرواية، رغم أنها تبدو أقرب للخيال. في تغريدة له، ذكر السفير أن طيارًا أوكرانيًا قد حقق ست انتصارات في يوم واحد ضد القوات الروسية، ولقب بـ “شبح كييف”.
وفي سياق دعم المقاومة، صرح بأن هذه الأحداث تعكس استعداد الشعب الأوكراني للدفاع عن حريته، داعياً المجتمع الدولي للتدخل لحمايتهم.
بحلول نهاية يوم 25 فبراير، نقلت مصادر غير موثوقة أن “شبح كييف” قد أسقط بمفرده ست طائرات روسية بما في ذلك “Su-35″ و”Su-27” و”MiG-29″، بالإضافة إلى طائرتين من طراز “Su-25s”.
تستطيع طائرة “MiG-29” أن تحمل ستة صواريخ جو-جو كحد أقصى، مع خزان ذخيرة يصل إلى 150 طلقة من عيار 30 مم. ومع ذلك، توفر قدراتها نطاقًا محدودًا ويجعلها بحاجة إلى إجراء مناورات بسرعة.
قدمت وزارة الدفاع الأوكرانية إشارة غير مباشرة لقصة “شبح كييف” دون تأكيد أو نفي، مما ساهم في تعميق هذه الأسطورة. وفي تغريدة عبر تويتر، أشارت إلى عودة عدد من الطيارين المخضرمين إلى صفوف القوات المسلحة بعد تحويلهم سابقًا إلى الاحتياط.
وتابعت الوزارة بقولها: “من يعرف؟ قد يكون أحد هؤلاء هو الطيار المعروف بأسطورتنا، الذي يراه سكان كييف”، مما يساهم في ترويج القصة بقصد تعزيز معنويات السكان في مواجهة الغزو الروسي.
في تلك الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية عن تدمير عشر طائرات ثابتة الجناحين وسبع طائرات هليكوبتر، ولكن دون تفاصيل إضافية.
|
رغم عدم توفر معلومات حاسمة لتأكيد أو نفي القصة، ذكرت تقارير أخرى أنها قد تكون مجرد خدعة. دعا البعض إلى اعتبار الفيديوهات المتعلقة بها كألعاب فيديو حربية، بينما أكد آخرون أن الأسطورة حول الطيار المذهل لها تأثير إيجابي في توحيد الشعب الأوكراني وداعميه حول العالم خلال هذه الأوقات الصعبة. |
| المصدر: الحرة |





