
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن من بين أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها روسيا خلال غزو أوكرانيا هو توقعها السيطرة الكاملة على ساحة الحرب الإلكترونية.
واجهت روسيا صعوبات كبيرة في اعتراض الاتصالات وتشويشها، وهو عنصر حاسم لتحقيق النجاح في العمليات العسكرية.
في سياق تحليل تراجع موسكو، صرح الجنرال المتقاعد بن هودجز أن فشل روسيا يعود إلى “مزيج من الغطرسة الروسية والذكاء الأوكراني”.
تعتبر الحرب الإلكترونية فناً عسكرياً حيوياً، يهدف إلى مهاجمة العدو من خلال التشويش على الاتصالات أو اعتراض إشارات الرادار أو GPS.
نجحت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو في تقديم المعدات والتدريب الضروريين، مما مكن أوكرانيا من التجسس على الاتصالات الروسية، وتشويش إشاراتها، ومراقبتها بدقة. كما تمكنت من الاستيلاء على بعض الأنظمة الإلكترونية المتطورة المتاحة لدى روسيا.
بعد تعرض أوكرانيا لهزائم قاسية في شرق البلاد عامي 2014 و2015، قامت الحكومة الأوكرانية بإعادة بناء قدراتها الإلكترونية. وكان النجاح الروسي في الحرب الإلكترونية في تلك الفترة مذهلاً، مما أثار المخاوف لدى بعض المسؤولين الأمريكيين من تكرار هذا السيناريو. ومع ذلك، وعند استعداد القادة الروس للغزو في 2022، ارتكبوا خطأين رئيسيين: حيث اعتقدوا أن الجيش الأوكراني لم يتحسن بشكل كبير منذ عام 2015، وتجاهلوا تأثير التكنولوجيا والتدريب الذي قدمه الناتو.
فضلاً عن ذلك، أدت البنية القيادية المركزية في روسيا إلى عرقلة سرعة تكيف قوات الحرب الإلكترونية، حيث لم يكن هناك ضباط صف روسيون قادرون على إجراء التعديلات الفورية اللازمة. ومع عدم تحقيق التفوق الجوي الكامل على أوكرانيا، ظلت طائرات الحرب الإلكترونية الروسية في منطقة آمنة داخل روسيا وبيلاروسيا، مما أثر على جهود جمع المعلومات والتشويش.
عندما تعطل معداتهم المتطورة، اضطر الروس للاعتماد على الهواتف المحمولة على الشبكات الأوكرانية، مما عرض خططهم ومواقعهم للخطر، وأدى إلى هجمات دقيقة من الجانب الأوكراني. من جهة أخرى، كان الاستيلاء على المعدات الإلكترونية الحساسة، بما في ذلك جزء من مجموعة “Krasukha-4” المتقدمة، ضربة موجعة. وبدأ الأوكرانيون في إعادة هندسة هذه المعدات واستخدامها ضد القوات الروسية.





