
وصلت إلى ميناء جدة الإسلامي وحدتان عسكريتان من البحرية الهندية، هما الفرقاطة الحديثة “أي إن إس تامل” (INS Tamal) والمدمرة المتطورة “أي إن إس سورات” (INS Surat)، في إطار زيارة رسمية لتعزيز التعاون في مجالات الدفاع والنشاط البحري بين الهند والمملكة العربية السعودية.
هذه الزيارة، التي تمت في الفترة من 27 إلى 28 أغسطس، تمثل خطوة مهمة في تطوير العلاقات العسكرية بين البلدين وتفتح أفقًا جديدًا للشراكة الاستراتيجية في مجالات التدريب والتنسيق العملياتي والأمن البحري.
استقبل وفد رفيع المستوى برئاسة السفير الهندي الدكتور سهيل خان والملحق العسكري الكولونيل ساربجيت سينغ، حيث تلقى الزوار من قادة الوحدات البحرية جولة تعريفية على متن السفن. وتزامن قدوم الوفد البحري مع زيارة رسمية لفريق من كلية الدفاع الوطني الهندية إلى الرياض، برئاسة الفريق البحري سانديب سينغ ساندو، والتي تهدف إلى تعزيز الفهم والتعاون بين المؤسسات الدفاعية في كلا البلدين.
على الرغم من غياب المناورات البحرية الرسمية خلال هذه الزيارة، إلا أن الأنشطة الميدانية والتفاعلية مع القوات البحرية الملكية السعودية وحرس الحدود البحري قد شملت تبادل الخبرات وإقامة مسابقات رياضية. وتُمهد هذه الزيارة الطريق لإجراء تدريبات “المحيط الهندي” التي انطلقت لأول مرة عام 2021 بين البحريتين، مما يشير إلى التفاني الحقيقي لكل من الهند والسعودية في تعزيز قدراتهما المشتركة.
تعتبر هذه الزيارة ذات دلالات استراتيجية تتخطى الجانب البروتوكولي، إذ أن نشر وحدات قتالية متطورة مثل المدمرة “أي إن إس سورات” والفرقاطة “أي إن إس تامل” يعد دليلاً على رغبة الهند في تعزيز وجودها البحري في المنطقة العربية وحماية مصالحها في طرق التجارة الدولية. من جهة أخرى، تعكس المملكة العربية السعودية انفتاحًا نحو تنويع شراكاتها الدفاعية بما يتماشى مع رؤية 2030، مما يعزز مكانة البلدين كفاعلين رئيسيين في مجال الأمن البحري في المحيط الهندي والخليج العربي.





