حقق قطاع الصناعات الدفاعية الروسية تقدمًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة في تصميم وتصنيع وسائل جديدة تواجه تحديات الحروب الحديثة.
في عام 2021، أظهرت روسيا قدرتها على تحديث قواتها المسلحة بطرق مبتكرة.
مقاتلة “كش مات” (سو-75)
تمثل مقاتلة “كش مات” (سو-75) التي تم الكشف عنها في معرض “ماكس – 2021” واحدة من أبرز إنجازات روسيا في مجال الطيران الحربي. تعتمد هذه المقاتلة على تصميم متطور لمقاتلة “سو-57” من الجيل الخامس، ومن المتوقع أن تتم أول رحلتها الجوية في عام 2023. تم تصميم هذه الطائرة بصورة أساسية للتصدير، وقد أعلنت شركة “سوخوي” عن خطط لتطوير نسخة مسيرة من الطائرة.
منظومة “إس – 500”
أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن جاهزية منظومة “إس – 500” المخصصة للدفاع الجوي، والتي ستستبدل منظومتي “إس – 300″ و”إس – 400”. كما تم الكشف عن منظومة جديدة تحت تطوير “أس – 550”. بينما تشير التقديرات إلى أن منظومة “إس – 500” ستكون قادرة على إصابة الأهداف الجوية والفضائية على مسافات تصل إلى 600 كيلومتر.
تعتبر هذه الإنجازات دليلًا على تطور قدرات روسيا في المجال العسكري، حيث تم تأكيد مشاركة رادارات “إس – 500” في إسقاط بعض الأقمار الصناعية القديمة.
دبابة “أرماتا تي-14”
في الصيف الماضي، تسلم الجيش الروسي دفعة تجريبية من دبابات “تي-14” (أرماتا) التي تم الكشف عنها لأول مرة في عام 2015. تُعد “أرماتا” من بين أكثر الدبابات تقدمًا على مستوى العالم، حيث تحتوي على كبسولة مدرعة تضم أفراد الطاقم، مع أنظمة تحكم آلية لكل أسلحتها، بما في ذلك المدفع عيار 125 ملم. كما تمتاز بنظام حماية ديناميكي يحميها من الصواريخ المضادة.
صاروخ “تسيركون”
شهد صاروخ “تسيركون” الروسي فرط الصوتي اختبارات مكثفة خلال عامي 2020 و2021، باستخدام السفن والغواصات. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع مهم لقادة القوات المسلحة في ديسمبر الماضي أن البحرية الروسية ستستلم صاروخ “تسيركون” مع بداية عام 2022، والذي تصل سرعته إلى 10,000 كيلومتر في الساعة. يعتقد الخبراء أن الغواصة المتعددة المهام “نوفوسيبيرسك”، التي تسلمتها البحرية الروسية، يمكن أن تحمل هذا الصاروخ بجانب صواريخ “كاليبر”، مما يجعلها قادرة على تدمير حاملة طائرات. كما أنه من المستحيل على أي نظام للدفاع الصاروخي التصدي لهذه السرعة الفائقة.
صاروخ “سارمات”
يتوقع أن يدخل صاروخ “سارمات” الاستراتيجي الباليستي العابر للقارات إلى الخدمة بعد اجتيازه الاختبارات الحكومية في عام 2022. سيتولى صاروخ “سارمات” دور البديل لصاروخ “فويفدا” الأقوى عالمياً بين الصواريخ التي تطلق من اليابسة في القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية.
تنتمي منظومة “سارمات” (المعروفة باسم “إر إس – 28”) إلى الجيل الخامس من المنظومات الصاروخية الاستراتيجية، حيث تطلق من منصات برية. تتميز الطاقة التدميرية لرؤوسها بأنها تعادل 800 كيلوطن، وتحمل حمولة مفيدة تصل إلى 10 أطنان، ويبلغ طولها 35.5 متراً. كما بإمكانها حمل رؤوس فرط صوتية تصيب الأهداف سواء عند القطبين الشمالي أو الجنوبي.
صاروخ مضاد للدبابات “إزديلي – 305”
خلال منتدى “الجيش – 2021”، تم عرض صاروخ جديد لم يُطلق عليه اسم رسمي بعد، يعرف بـ “إزديلي – 305”. سيحل هذا الصاروخ محل “أتاكا” في مروحيات “مي – 8″، “مي – 24″، “مي – 28” و”كا – 52”. يتميز الصاروخ التكتيكي الجديد بنظام توجيه متقدم يسمح بتعديل مسار الصاروخ بناءً على معلومات من الأقمار الصناعية، مما يعزز دقة الإصابة على مسافات تصل إلى 15 كيلومتراً، بينما كان مدى “أتاكا” 6 كيلومترات فقط. مقارنةً بذلك، فإن مدى الصواريخ التي تستخدمها مروحيات AH-1 Cobra وAH-64 Apache الأمريكية لا يتجاوز 10 كيلومترات.
المسدس الرشاش “بي بي كا – 20”
أظهر منتدى “الجيش – 2021” المسدس الرشاش عيار 9 ملم من إنتاج شركة “كلاشينكوف”، والذي سيخدم في القوات الخاصة والطيارون العسكريون. تم تصميم هذا المسدس الرشاش بناءً على نموذج “بي بي – 19”. بالإضافة إلى ذلك، يستمر الجيش الروسي في تحديث ترسانته، حيث يتم إمداد الأفراد ببندقية “كلاشينكوف” الأوتوماتيكية الجديدة “أكا – 14” التي ستحل محل “أكا – 74”.
عربة دعم الدبابات
العربة المطورة لدعم الدبابات (بي إم بي تي)
في عام 2021، انضمت آلية جديدة لقوات الجيش الروسي، وهي العربة المطورة لدعم الدبابات (بي إم بي تي). وفقًا لشركة “أورال فاغون زافود”، تعد هذه العربة قوية بما يعادل 6 عربات تقليدية من نوع “بي إم بي”. تم تجهيزها بمدفعين أوتوماتيكيين عيار 30 ملم، بالإضافة إلى 4 صواريخ مضادة للدبابات من طراز “أتاكا”. كما تحتوي على قاذف قنابل ورشاش عيار 7.62.
الغواصات الاستراتيجية
في ديسمبر الجاري، افتتح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الغواصتين النوويتين “الأمير أوليغ” و”نوفوسيبيرسك” اللتين انضمتا مؤخرًا إلى البحرية الروسية. هذه الخطوة تأتي في إطار جهود تحديث التسليح في الجيش الروسي.
تحمل الغواصة “الأمير أوليغ” صواريخ “بولافا” العابرة للقارات، والتي تمتاز بقدرتها على حمل رؤوس نووية. في حين تحتوي الغواصة “نوفوسيبيرسك” على صواريخ “كاليبر” و”أونيكس”، مما يمنحها القدرة على توجيه ضربات دقيقة للأهداف البحرية والبرية.
درون “أوريون”
في تجربة فريدة من نوعها، أجرى الجيش الروسي في ديسمبر الجاري اختبارًا لدون “أوريون” الضارب، حيث تنافس مع مروحية مسيَّرة في سماء ميدان تدريب بالقرم. وقد أسقط “أوريون” درونًا آخر يبعد عنه بمقدار 100 كيلومتر، مما يوضح استعداده لتنفيذ مهام مختلفة سواء في الجو أو على الأرض.
تُعتبر القدرة على إسقاط درون آخر عامل جذب كبير للمشترين الأجانب المحتملين.
قال اللواء في الأركان العامة الروسية، ألكسندر نوفيكوف، إن “أوريون” يمتلك القدرة على مواجهة درونات “بيرقدار” التركية وغيرها. ومن هنا، تعتبر هذه النتائج رسالة واضحة من موسكو لخصومها وشركائها الذين يرغبون في اقتناء طائرات مسيَّرة روسية متطورة.
أيضًا، عرض الجيش في ديسمبر فيديو نادر لاستخدام قنبلة جوية تزن 500 كيلوغرام بواسطة درون “الصياد” الذي استطاع قذفها من ارتفاع 600 متر. يُذكر أن درون “الصياد” لا يزال في مرحلة الاختبار، وهو قادر على حمل 2.8 طن من الحمولة القتالية، بما في ذلك الصواريخ الموجهة وغير الموجهة والقنابل الجوية.
روسيا اليوم
