
قاذفة “تو-22إم” الروسية: تطورات وإمكانيات حديثة
عرضت لقطات على الإنترنت تظهر إطلاق صاروخ مضاد للسفن خي-22 “بوريا” من قاذفة “تو-22إم3”.
لقد طورت روسيا صواريخ كروز جوي أسرع من الصوت خي-22 بمقدار يتراوح بين ماخ 3.5 و4.6. يُعتبر هذا الصاروخ الفريد من نوعه مثالياً لتدمير حاملات الطائرات والمجموعات البحرية، بمدى يصل إلى 600 كم. يتميز برأس حربي خاص تراكمي شديد الانفجار.
بدأت رحلة تطوير خي-22 منذ عام 1958، ودخل الخدمة بصورة رسمية في عام 1971، وقد تمت العديد من التحديثات على هذه المنظومة، منها إصدار خي-32 المحسن في عام 2016.
التاريخ والأهمية الاستراتيجية
العمليات الأولى لقاذفة “تو-22” تعود إلى 61 عامًا مضت. في هذا المقال، نتطرق إلى تاريخ تلك الطائرة، تحديثاتها، وإمكاناتها الحالية.
في الخمسينات، جرت منافسة كبيرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، خاصة في مجال الطائرات. كانت كل دولة تسعى لتطوير طائرات تتفوق على نظيرتها، حتى تم الاعترف ببعض الطائرات السوفيتية كأول نوع فريد من نوعه في العالم.
بدأت “تو-22” كمشروع لتحل محل قاذفة “تو-16” وكانت مصممة لحمل الأسلحة النووية. لاحقاً، تم تعديل مهامها لتشمل الاستطلاع، التشويش، وحمل الصواريخ، مما زاد مداها ثلاث مرات بتزويدها بالوقود جواً.
تغيرت استراتيجيات استخدام القاذفات بشكل كبير خلال القرن العشرين. مع تطور وسائل الدفاع الجوية، أصبح من الضروري تطوير طائرات قادرة على تنفيذ مهام طويلة المدى رغم التهديدات الدفاعية.
تحديث وتعديلات “تو-22إم”
ظهرت “تو-22إم” كإجابة لتلك الحاجة، فهي قاذفة أسرع من الصوت تمتاز بتصميم جناح متغير، مما يمنحها أداءً مميزًا في الحمل وإطلاق الصواريخ.
تعديلات “تو-22إم” نجحت في توسيع نطاقها القتالي، ولكن بعد القيود المفروضة عليها، انخفض مداها إلى 2000 كيلومتر. بعد ذلك، توالت التعديلات حتى تم تطوير “تو-22إم3” دون الحاجة إلى وصلة التزود بالوقود.
رغم انخفاظ مداها القتالي، نالت “تو-22إم3” شهرة واسعة خاصة بعد أن زودت بأنظمة توجيه وملاحة متقدمة، مما حول القنابل التقليدية إلى أسلحة موجهة بدقة. استخدمت هذه الطائرات بنجاح في سوريا، مما ساهم في إطالة عمرها التشغيلي وزيادة فعاليتها في المهام العسكرية.





