
في حوار خاص مع اللواء مهندس محمد صلاح الدين، العضو المنتدب ونائب رئيس الهيئة القومية للإنتاج الحربي، كشف عن رؤية مصر الطموحة في مجال الصناعات الدفاعية. أكد صلاح الدين أن المبادرات البحثية والتطوير في هذا المجال ساهمت في توفير عشرات المليارات من الدولارات للبلاد، مع السعي نحو تصنيع منتجات حديثة ومتطورة بالتعاون مع الشركات العالمية الرائدة.
أفاد صلاح الدين بأن “توطين الصناعات العسكرية” يعد من الأهداف الأساسية 정부 المصرية. وذلك تبعاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث يستهدفون تلبية احتياجات الجيش المصري بمختلف الأسلحة والذخائر.
وأشار إلى أن مصر قد أنجزت 87 مشروعاً في مجال الصناعات الدفاعية منذ يونيو 2014، وأن هناك 55 مشروعاً جديداً يجري العمل عليها حالياً. تتضمن مشروعات “الإنتاج الحربي” تطوير صناعة البارود والديناميت، وتصنيع مركبات مدرعة مصرية بأعلى مستويات الحماية وفق المعايير الدولية.
لقد تم تسليط الضوء مؤخراً على مشروع كبير لتصنيع الصلب المدرع. يعد هذا المشروع من المشاريع العالمية المسيطر عليها من خمس شركات فقط، وهو حجر الزاوية في صناعة المدافع والدبابات. بمصر، نحن نحقق الاكتفاء الذاتي من الصلب المدرع قريبًا.
ما هي أبرز الحقائق حول المشاريع الجديدة التي تعمل الوزارة على توفيرها؟
لدينا عدد من المنتجات الدفاعية الجديدة في خط الإنتاج. النتائج ستظهر قريباً على الساحة ولكننا نفضل عدم الإفصاح عن هذه المشاريع حتى تكتمل لضمان مصداقية الوزارة.
كيف يتم النظر إلى مجال الصناعات الدفاعية والعسكرية في الوقت الحالي؟
نعمل في وزارة الإنتاج الحربي على تحقيق الاستراتيجية العامة للدولة عبر تعزيز التصنيع المحلي، وتقديم منتجات جديدة ومتنوعة. هذا التوجه يأتي في ظل توجيهات مستمرة من القيادة السياسية.
ما هي المنتجات التي ستُعرض في معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية “إيديكس 2021″؟
سنقوم بعرض مجموعة متنوعة من المنتجات الجديدة مثل المدرعة المجنزرة “سينا 200” وتطوير المدرعة المصرية “إس تي 500” ورادار ثنائي. كلها منتجات ذات قيمة مرتفعة وسنكون جاهزين لتصديرها إلى الدول الصديقة.
مستقبل الصناعات الحربية في مصر يبدو واعدًا، مع التركيز على الابتكار والجودة. يؤمل أن يجلب هذا المشهد الجديد العديد من الفرص الاقتصادية والمساهمة في الأمن القومي.
سيشهد معرض «إيديكس 2021» عرضاً لعدد كبير من المنتجات العسكرية والدفاعية المصرية، حيث ستتضمن السكك المدرعة، الرادارات الثنائية، الصلب المدرع، القاذفات السداسية، وأنواع أخرى سيتم الكشف عنها خلال المعرض.
كيف تقيمون معرض «إيديكس 2018»؟
كان «إيديكس 2018» الأول من نوعه في الصناعات الدفاعية المصرية، وقد أدهشنا بالإقبال الكبير. كانت النسخة متميزة من حيث المشاركة، مما جعلنا نشعر وكأن المعرض له تاريخ طويل.
ما الذي تتوقعونه من المعرض في نسخته الجديدة؟
سيكون المعرض هذا العام بمعايير عالية، حيث تم تشكيل لجان متخصصة لكل جانب من جوانب الحدث. نحن واثقون أن «إيديكس 2021» سيثبت جدارته بنفسه.
هل تتوقعون التوصل إلى اتفاقيات عسكرية خلال «إيديكس 2021»؟
أي معرض محترم يحتضن شركات عالمية لا يمكن أن يمر دون تأثير كبير. حيث نأمل في تحقيق اتفاقيات من مختلف الأطراف، بما في ذلك إبرام صفقات لتلبية احتياجاتنا واحتياجات شركائنا.
ما هي التفاصيل حول إعلان مصر توقيع اتفاقية لتصنيع مدفع جديد خلال «إيديكس 2021»؟
نعم، سيتم الإعلان عن توقيع اتفاقية لإنتاج مدفع «K9» الكوري الجنوبي محلياً. سنكون أول دولة خارج كوريا تقوم بتصنيعه، وهو مشروع كبير للغاية.
ما هي مميزات هذا المدفع؟
هذا المدفع يمثل نقلة نوعية في مجال الدفاع بمصر، حيث لديه القدرة على تغيير قواعد اللعبة.
كم عدد المشاريع الدفاعية التي أُنجزت منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم؟
أنجزت وزارة الإنتاج الحربي نحو 87 مشروعًا بقيمة تصل إلى 5.7 مليار جنيه. ويشمل ذلك تطوير خطوط إنتاج متعددة مثل المدافع، المعدات، والذخائر، مما أسهم في تعزيز قدرات التصنيع الحربي.
ما هي المشاريع الجارية حالياً في القطاع العسكري؟
يقوم فريقنا بتنفيذ 55 مشروعاً عسكرياً جديداً تقدر قيمتها بحوالى 4.1 مليار جنيه. تشمل هذه المشاريع تطوير المسابك، المحركات، وتصنيع الذخائر.
هل تلعب الشركات الكيميائية في الهيئة القومية للإنتاج الحربي دوراً في هذه المشاريع؟
بالتأكيد، لدينا مشاريع لتحديث مصانع البارود والديناميت، مما يسهم في تصنيع المواد اللازمة للذخائر والمفرقعات.
كيف تسهم الهيئة القومية للإنتاج الحربي في صناعة المدرعات والمركبات؟
لقد قمنا بتصنيع مجموعة متنوعة من المدرعات، مثل «سينا 200» التي تم تصميمها بناءً على توجيهات القيادة السياسية، إضافة إلى المركبات الأخرى مثل «إس تى 100» و«إس تى 500». هذه المدرعات ستكون في مقدمة العرض خلال «إيديكس 2021».
هل يمكنك توضيح المزيد عن مدرعة «سينا 200»؟
تم تصميم «سينا 200» لتكون مركبة مدرعة متطورة، تستجيب لشروط القتال الحديثة وتعتبر منافساً للمركبات العالمية الشهيرة.
وماذا عن مدرعة «إس تى 500»؟
تعد «إس تى 500» جزءًا من عائلة المدرعات القوية التي تملكها مصر، وتظهر التزامنا المتزايد نحو تحقيق أفضل الحلول الدفاعية.
تعتبر المدرعة «إس تي 500» متعددة المهام من المنتجات العسكرية الحديثة التي أُطلقت لأول مرة خلال معرض الصناعات العسكرية «إيديكس 2018». يتم إنتاجها في مصنع «200 الحربي» بالتعاون مع مجموعة ماراثون الدولية، وهي واحدة من الشركات المصرية المتخصصة. تُعتبر هذه المدرعة النسخة الأصغر من «إس تي 100» وقد حققت شهرة واسعة في معارض دولية متعددة، بما في ذلك الإمارات والسعودية، حيث نالت إعجاب الكثيرين بفضل مستويات الحماية المتميزة التي توفرها.
هل ننتج في مصر الذخائر اللازمة للمُدرعات المحلية؟
نعم، نحن ملتزمون بتعزيز المكونات المحلية في جميع جوانب التصنيع. وقد تم تدشين شركة أبوزعبل للصناعات المتخصصة «مصنع 300 الحربي»، بحضور رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي. تدعم الشركة عمليات تجميع الرشاشات المتعددة وتنتج ذخائر الأسلحة الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى خطوط إنتاج أخرى تشمل البندقية الآلية وطبنجة حلوان والبوادئ.
ما هو دور البحوث في تخطيط وتطوير الصناعات العسكرية؟
يهتم فريقنا بشكل كبير بمجالات البحث والتطوير، حيث تم إقرار العديد من الدراسات خلال السنوات السبع الماضية لتعزيز كفاءة المنتجات العسكرية والتكنولوجيا المستخدمة. تشمل هذه الجهود تطوير تكنولوجيا إنتاج الرشاش المتعدد وإنتاج ذخيرة محسّنة بالتعاون مع شركة ميكار البلجيكية، وتصميم كوبرى اقتحام ميكانيكي متطور، إلى جانب تطوير عربات التطهير الكيميائي.
تحقيق إنجازات كبيرة في الصناعة العسكرية
كيف ترون مستقبل الصناعات الدفاعية في مصر؟
توطين الصناعات العسكرية يمثل هدفًا رئيسيًا لنا، حيث نعمل على تلبية احتياجات الجيش المصري من الأسلحة والذخائر. هذا يسهم في تحقيق وفورات كبيرة بالعملة الصعبة ويعزز ثقة السوق في الصناعة المصرية، مما يفتح الطريق أمام فرص عمل جديدة. يمكن تصدير الفائض، مما يساهم في النمو الاقتصادي ويرفع من مكانة مصر في المجالات العسكرية والاقتصادية.
المُدرعة المصرية «سينا 200»
تمتاز المُدرعة «سينا 200» بتصميمها وتصنيعها بالكامل من قبل مهندسين مصريين، حيث توفر سرعة ومرونة استثنائية مع نظام حماية فعال ضد صواريخ الـRPG. إضافةً إلى ذلك، تم تعزيز تدريعها بالصلب المُدرع لضمان التوافق مع مستويات الحماية العالمية «STANAG».
الوطن





