
الإمارات تُسارع خطواتها في تطوير الصناعة العسكرية، من الطائرات المسيّرة إلى الصواريخ الموجّهة، حيث تُعتبر من بين أكبر مستوردي الأسلحة عالمياً. تسعى البلاد إلى تقليل اعتمادها على الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الدفاع، لا سيما في منطقة تعاني من الأزمات.
في عام 2021، تم تأسيس مجموعة “إيدج” ومقرها أبوظبي، حيث تضم الآن 25 شركة تصنيع أسلحة إماراتية. ووفقاً لخالد البريكي، رئيس أحد أقسام المجموعة، فإن هذه المجموعة تُشير إلى “نضج صناعة الدفاع لدينا”.
سرعان ما صعدت “إيدج” لتصبح واحدة من أكبر 25 شركة تصنيع دفاعي على مستوى العالم، حيث حققت عائدات تتجاوز 5 مليارات دولار، وذلك وفقاً للمعهد الدولي لأبحاث السلام “سيبري” في ستوكهولم.
يقول البريكي: “أدركنا أنه يتعين علينا تجميع قدراتنا تحت سقف واحد للتركيز على التصنيع محليًا، والآن نستطيع القيام بذلك على المستوى العالمي”. فهو يشير إلى أن لديهم روح المؤسسة الناشئة لكن مع قدرات كبيرة.
توظّف المجموعة حوالي 13 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم، لكنها تهدف إلى زيادة عدد الموظفين الإماراتيين عبر اتفاقيات مع الجامعات المحلية والدولية.
في معرض دبي للطيران الذي انطلق مؤخرًا، عرضت “إيدج” مجموعة مميزة من المنتجات الإماراتية، بدءًا من القنابل الموجّهة وصولاً إلى أنظمة الأمن السيبراني.
تسعى المجموعة لجذب عقود خاصة بالقوات المسلحة الإماراتية، وخاصةً في صيانة الطائرات العسكرية (تقارب 4 مليارات دولار) وتوفير الذخائر الموجّهة (880 مليون دولار).
تعاون مع إسرائيل
وذكر البريكي أنه تم تصنيع 20 منتجًا ضمن مبادرة “صنع في الإمارات”، حيث تم الإعلان عن 13 منتجًا هذا العام. وعبّر عن الطموح للعمل ضمن القدرات الوطنية، معترفًا أنه لا تزال هناك حاجة للشركاء الخارجيين.
وتعمل المجموعة على توسيع الاتفاقيات مع شركات مثل “لوكهيد-مارتن” و”رايثون” الأمريكية و”إمبراير” البرازيلية و”إيرباص” الأوروبية.
الخطوات الأخيرة للتطبيع مع إسرائيل أتاحت فرصاً جديدة للتعاون مع الشركات العسكرية في إسرائيل، والذين حضروا بكثافة في معرض دبي للطيران.
وأشار البريكي إلى أهمية هذه المناقشات لتوقيع عقود تتبع سياسة الحكومة.
في هذا الإطار، أعلنت شركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية عن إنشاء فرع لها في الإمارات يهدف لنقل التقنيات للمحليين.
تأمل “إيدج” تعزيز مكانتها على الساحة الدولية بعد إبرام حوالي عشرين عقدًا للتصدير، مع تصدير أكثر من 60% من إنتاج “إي بي آي”، أحد كياناتها المتخصصة في الهندسة الدقيقة للملاحة الجوية.
يعتبر البريكي أن التصدير مهم من الناحية الاقتصادية، وأيضًا من حيث توضيح جودة الأسلحة الإماراتية، مضيفًا: “إذا كانت لدينا منتجات جيدة، يجب أن نكون قادرين على بيعها في الأسواق العالمية”.
فرانس برس





