
نشرت مراسلة الشؤون التركية في صحيفة فايننشال تايمز “لورا بايتل” مقالا بعنوان “بحث تركيا عن طائرات مقاتلة يضع بايدن في مأزق”.
تواجه تركيا تحديات كبيرة بسبب الطائرات المقاتلة. حيث منعت الولايات المتحدة، العضو في حلف الناتو، أنقرة من تسلم أكثر من 100 طائرة من الطراز المتقدم إف-35، التي كان من المفترض أن تشكل العمود الفقري لقواتها الجوية. وهذا يعد عقابا بسبب قرار رجب طيب أردوغان شراء نظام الدفاع الجوي من روسيا.
يشير الكاتب إلى أن “هذا الأمر لن يدعم فقط الصناعة الدفاعية الأمريكية، بل سيساعد أيضا في تحسين العلاقات المتوترة مع واشنطن والحلفاء الغربيين، الذين يشعرون بالقلق من التقارب بين أردوغان وبوتين.”
كما ينقل الكاتب عن ألبير كوسكون، الدبلوماسي التركي السابق في واشنطن، قوله إن “هذا قد يضمن أن تظل الصناعة الدفاعية التركية، أو على الأقل جزء منها، متكاملة ضمن العلاقات عبر الأطلسي.” ويضيف: “إنها فرصة للخروج من هذه المعضلة التي نواجهها، والتي سيكون لها تأثير كبير في العديد من المجالات الأخرى.”
ومع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستلتزم بالصفقة. الكونغرس، الذي قد يعارض بيع الطائرات، يحمل مشاعر عدائية تجاه أردوغان لأسباب متعددة، منها انتهاكات حقوق الإنسان وغيرها من العمليات العسكرية في سوريا ضد القوات الكردية المدعومة أمريكياً.
قد يسعى الكونغرس للحصول على تنازلات من أردوغان بخصوص المعدات الروسية الموجودة بالفعل في تركيا. ومع ذلك، من غير المرجح أن يقدم الرئيس التركي أي تنازلات، مرجعا ذلك إلى فشل الولايات المتحدة في تقديم بدائل مناسبة له.
يشير الكاتب إلى أن الموقف يُعد ورطة للإدارة الأمريكية، فالمطالبة بالموافقة على بيع طائرات إف-16 دون أية شروط ستعتبر تهدئة غير مبررة من قبل منتقدي تركيا. بينما إذا تم رفض الصفقة، قد تختار أنقرة بدائل روسية.
أما فيما يتعلق بالتعاون الدفاعي مع موسكو، فيعتبر الكاتب أن هذا الأمر لن يخدم مصالح أنقرة. فبالإضافة إلى العقوبات الأمريكية المحتملة، سيكون له تأثير سلبي على تطوير الصناعة الدفاعية المحلية التي يدعمها أردوغان.
ويختم الكاتب بأن القلق يتزايد مع شعور أردوغان بأنه قد لا يمتلك خيارات أخرى. خلال زيارته لمعرض جوي روسي في 2019، تحدث مع بوتين عن معداتهم الدفاعية وسأل، نصف مازحا، عن إمكانية شراء إحدى مقاتلات سو-57. بعض المسؤولين الغربيين بدأوا في متابعة هذا الأمر بقلق، حيث أن السخرية قد تتحول إلى واقع.





