أعلنت وزارة القوات الجوية الأمريكية عن بدء التجارب الميدانية الأرضية لبرنامج الطائرات القتالية التعاونية (CCA)، مسجلة خطوة مهمة نحو دمج الطائرات غير المأهولة مع مقاتلاتها التقليدية.
تتضمن المرحلة الابتدائية من البرنامج نموذجين رئيسيين هما: YFQ-42A من General Atomics وYFQ-44A من Anduril. وهذان النموذجان يخضعان حاليًا لسلسلة من التقييمات الأرضية الدقيقة تمهيدًا للاختبارات الجوية الحقيقية.
في تحديث مهم، أكدت شركة Anduril أن طائرتها YFQ-44A على وشك القيام برحلتها الأولى المرتقبة خلال الصيف الحالي. وأوضحت الشركة أن تطوير نظامها يسير وفق جدول زمني تسارعي، كما حددته قيادة القوات الجوية الأمريكية.
تركز الاختبارات الأرضية الحالية على تقييم كفاءة الأنظمة الرئيسية الحيوية مثل أنظمة الدفع، والإلكترونيات المتطورة، والتكامل الذاتي، وواجهات التحكم بين الطائرة والمشغلين. تهدف هذه التقييمات إلى تقليل مخاطر التكامل وتعزيز الثقة في أداء الأنظمة قبل أول رحلة مقررة للطائرتين في عام 2025.
وفي تعليقه على هذه المرحلة، قال الجنرال ديفيد دبليو. أولفين، رئيس أركان القوات الجوية: “إن بدء الاختبارات الأرضية يعد مرحلة رئيسية في برنامج CCA. فهذه المرحلة تعتبر حلقة وصل مهمة بين التصميم والتطبيق الفعلي، وتساعد كثيرًا في تقليل مخاطر التكامل وتعزيز الثقة في القدرات النظامية، مما يمهد لرحلة أولى ناجحة ونشر فعال للطائرات في ساحة المعركة.”
وقد صُممت طائرات CCA لتعمل بتكامل مع المنصات المأهولة كـ “رفيق جناح”، مما يمنح قدرات إضافية تشمل مدى عمليات أطول وزيادة في القدرة على البقاء في بيئات معادية، وتعزيز الكتلة القتالية بتكلفة تشغيلية أقل مقارنة بإضافة المزيد من الطائرات المأهولة. تعتبر هذه الطائرات بمثابة مضاعف للقوة، وقابلة للتوسع بسرعة لدعم حزم قتالية مرنة تتكيف مع متطلبات المهام في بيئات تنافسية عالية.
وأكد الجنرال أولفين على ضرورة سرعة التطوير والنشر، قائلاً: “نحن نتحرك بسرعة لأن المقاتل في الميدان يحتاج لهذه القدرات في أسرع وقت. يهدف برنامج CCA إلى تحقيق تفوق جوهري ومستدام في البيئات المتنازع عليها، وقد تسارعت وتيرة النشر عبر اعتماد تصميمات مبتكرة واستراتيجيات أكثر مرونة، حيث تخطى كل من المتعاقدين الأهداف المحددة للمرحلة الحالية أو حققها بنجاح.”
لقد تم اختيار قاعدة بيل الجوية في كاليفورنيا لتكون الموقع الرئيسي لأولى وحدات جاهزية عملياتية لطائرات CCA، وستكون مسؤولة عن صيانة المنصات والحفاظ عليها في حالة جاهزية دائمة للطيران مع الحد الأدنى من العمليات المعقدة. وبفضل الطبيعية شبه الذاتية لهذه الطائرات، من المتوقع أن تحتاج الوحدة لعدد أقل بكثير من الأفراد مقارنة بالأسراب الجوية التقليدية المعتمدة على الطيارين.
يعتمد البرنامج على بنية نظام مفتوح واستفادة واسعة من تقنيات تجارية متقدمة، مما يمكّن التكامل السريع للمكونات الجديدة وإجراء تحديثات برمجية وتكنولوجية بانتظام، مما يعزز التنافسية في القدرات المستقبلية. ومن المتوقع اتخاذ قرار الإنتاج للمرحلة الأولى لطائرات CCA في السنة المالية 2026، بالتوازي مع وضع خطط تفصيلية للمرحلة الثانية الأكثر تطورًا من البرنامج.
واختتم الجنرال أولفين رؤيته بالقول: “يجب أن تفوق وتيرة ابتكارنا سرعة تطور التهديدات التي نواجهها، وهذا هو ما يسعى برنامج CCA لتحقيقه.”
