د. ظافر محمد العجمي – كاتب وأكاديمي كويتي
تمرين “نسيم البحر 13” يبعث بعدد من الرسائل المهمة، يبرز من خلالها العلاقات الوطيدة بين السعودية وباكستان، التي تعتبر المحرك الأساسي في الأمور العسكرية داخل إسلام أباد.
تتجاوز العلاقات العسكرية بين البلدين بعض المواقف، بما في ذلك موقف عمران راع الكريكيت المفضل للخميني وعاصفة الحزم. هذا التمرين ليس مجرد رد فعل على الأحداث الجارية بين إيران وأذربيجان أو حتى مقتل جنود باكستانيين على الحدود الإيرانية، بل هو جزء من الموسم التدريبي العالمي المعروف بمناورات الخريف. تم تنفيذ هذا التمرين رغم التقارب السعودي الإيراني الذي تم خلال أربع جولات من المفاوضات والتي انتهت مؤخرًا.
في 14 أغسطس 2021، بدأ الأسطول الغربي والشرقي في الوصول، ما يعد دليلًا على جاهزية القوات البحرية للقتال والانفتاح في المياه الزرقاء. كما أن البحر العربي يمتلك حقوقاً للخليجيين، حيث تمت مناورات سابقة مع البحرية الهندية، مما يعكس أهمية التعاون البحري في المنطقة.
يظهر التمرين المشترك قدرة القوات العسكرية على العمل في تنسيق عالٍ، حيث شاركت القوات الجوية لأول مرة، مما يبرز قدراتها في حماية الممرات المائية والموانئ. يمكن استهداف المواقع البعيدة، حيث تمت عملية بواسطة طائرات F-15 وصولاً إلى العاصمة الباكستانية كراتشي.
هذا التدريب يعكس توازن العلاقات السياسية مع باكستان مقابل الهند، خصوصًا وأن القوات البحرية السعودية كانت قد شاركت في الحروب السابقة إلى جانب باكستان، مثل الحرب في عام 1971م.
إن تمرين “نسيم البحر” يمثل امتدادًا لسلسلة من التدريبات البحرية التي تجريها القوات السعودية مع نظيراتها الباكستانية، ومن المتوقع أن يتبعها المزيد من المناورات في المستقبل.
تُظهر البحرية السعودية قدرتها في السيطرة على أبرز المدخلين المائيين في الشرق الأوسط، وهي ترفع العلم الوطني في المياه الدولية والموانئ الأجنبية، وهو ما يحمل دلالات كبيرة في العلاقات الدولية.
