
في 15 سبتمبر الجاري، أعلنت أستراليا عن شراكة ثلاثية جديدة مع الولايات المتحدة وبريطانيا تحت اسم “أوكوس”، مما أدى إلى إلغاء صفقة كبيرة مع مجموعة “نافال غروب” الفرنسية. كانت الصفقة تتعلق بشراء غواصات تقليدية، ولكن أستراليا اختارت الآن الغواصات النووية.
تسلط هذه الحادثة الضوء على أمور عدة:
أولاً، تظل الولايات المتحدة ملتزمة باستراتيجيتها “أمريكا أولاً” في ظل رئاسة بايدن. فقد سحبت أميركا قواتها من أفغانستان، مما جعل حلفاءها يعيدون تقييم “الوعد الأمريكي”. وشراكة “أوكوس” تؤكد مجددًا رؤية الولايات المتحدة الأنانية، حيث يدرك الأوروبيون الآن أن المصالح الاقتصادية لواشنطن تتصدر كل اعتبار.
ثانيًا، تعمق هذه الحادثة الانقسام داخل المعسكر الغربي وتعزز رغبة أوروبا في تحقيق “الاستقلال الاستراتيجي”. حيث سبق للرئيس الفرنسي ماكرون أن أكد على ضرورة سعي أوروبا نحو الاستقلال. ومن المرجح أن تزداد التوترات بين أوروبا وأمريكا في المستقبل.
ثالثًا، سعي أستراليا للحصول على غواصات نووية قد يثير طلبات مماثلة من حلفاء واشنطن، مما يؤدي إلى سباق تسلح مقلق وزيادة خطر انتشار الأسلحة النووية. فقد يكون لدى هؤلاء الحلفاء دوافع لبدء أنشطة تخصيب اليورانيوم، زاعمين حاجتهم لتوليد الطاقة النووية.
رابعًا، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لتحويل أستراليا إلى قاعدة عسكرية نووية، مما قد يسهم في تصعيد الأوضاع في بحر الصين الجنوبي، ووضع استقرار الأمن الإقليمي في خطر. لكن من المؤكد أن الصين لن تتجاهل حماية سيادتها ومياهها الإقليمية في ظل هذه التطورات.








