
تمتاز التقنيات الروسية للحرب الإلكترونية بتطورها الاستثنائي، وهي تمثل حقبة جديدة في التكنولوجيا العسكرية. فيما يلي أبرز خمس منظومات روسية.
منظومة “بريزيدنت- أس”:
تعتبر هذه المنظومة دافعًا إلكترونيًا متطورًا لحماية الطائرات من هجمات الصواريخ الموجهة، حيث تتمكن من إلغاء مفعول الهجمات بواسطة تسديد الأشعة الحرارية المنبثقة عن المحركات.
عند إجراء اختبار على مروحية “مي-8” ضد صواريخ “إيغلا”، لم تصب أي من هذه الصواريخ الهدف، بل انحرفت عن مسارها وتسببت في دمار ذاتي. هذا دليل على فعالية نظام التشويش الإلكتروني الذي توفره “بريزيدنت- أس”.
منظومة “كراسوخا-2”:
وبالرغم من اسمها الغريب، فإن “كراسوخا-2” تعتبر العدو الرئيسي للطائرات المجهزة بأنظمة الإنذار المبكر، مثل “أواكس”. تهدف هذه المنظومة لحماية مواقع الدفاع الجوي وتوفير الأمان للقوات أثناء تحركاتها.
تتيح “كراسوخا” للمنظومات الصاروخية مثل “اسكندر” العمل بفعالية دون خوف من التعرض للهجوم، وذلك بفضل قدرتها على التشويش على أجهزة الرادار المعادية في دائرة تصل إلى 250 كم، مما يجعل التسديد على الأهداف الذكية أمرًا بالغ الصعوبة. وتتمكن المنظومة أيضًا من خلق أهداف زائفة لصواريخ العدو، مما يؤدي إلى تفادي الأضرار على المواقع الصديقة.
منظومة “خيبيني”:
تمثل “خيبيني” حلاً فعالًا للطائرات في مواجهة التهديدات الجوية، حيث تُثبت عادةً على أجنحة الطائرات. تعمل المنظومة على حماية الطائرة بواسطة غطاء راديو-إلكتروني ينحرف بالصواريخ عن مسارها.
عند صدور إنذار بالهجوم، تبدأ “خيبيني” في العمل على الفور، مما يزيد من فرص البقاء للطائرة ويطيل عمرها الافتراضي من 25 إلى 30 مرة.
حاليًا، يتم تركيب منظومات “خيبيني” على مجموعة متنوعة من الطائرات، مما يعكس التزام روسيا بالاستثمار في تقنيات الدفاع الجوي المتقدمة.
تعتبر مقاتلات “سوخوي-30″، “سوخوي-34″ و”سوخوي-355” جزءًا من الترسانة الروسية المتطورة. وعلى الرغم من الحديث عن “الهجوم الشهير في نيسان” الذي استهدف المدمرة الأمريكية “دونالد كوك” بواسطة القاذفة “سوخوي-24” في البحر الأسود، فإن هذا الادعاء بفضل استخدام منظومة “خيبيني” يعد خيالًا في أذهان بعض الصحفيين.
بينما تم التحليق حول المدمرة فعلاً، إلا أن “سوخوي-24” لم تكن مزودة بمنظومة الحرب الراديو-إلكترونية “خيبيني”، القادرة على تعطيل أنظمة الرادار المعادية تمامًا.
منظومة الاستطلاع السلبي “موسكو-1”
ستحصل القوات المسلحة الروسية قريبًا على مجموعة من الرادارات الحديثة القادرة على مراقبة وتوجيه جميع الأهداف الجوية من مسافة تصل إلى 400 كم، مقارنةً بمنظومة “أفتوبازا” السابقة التي تستطيع مرافقة الأهداف ضمن مدى 150 كم. تعمل منظومة “موسكو-1” وفق مبدأ الرادار السلبي، حيث تقتصر مهمتها على استقبال وتحليل الإشارات دون أن تبث أي إشارات خاصة بها.
تظل هذه المنظومة غير مرئية بالنسبة للعدو، وبفضل مسحها المستمر للمجال الجوي، يمكنها تحديد وتصنيف الأهداف بدقة، سواء كانت طائرات أو صواريخ. يتم إرسال المعلومات الهامة إلى مركز القيادة، حيث يتخذ المشغل القرارات المناسبة بشأن التعامل مع الأهداف المكتشفة.
علاوة على ذلك، تستطيع “موسكو-1” توجيه أنظمة الدفاع الجوي نحو الأهداف المعادية دون الحاجة لتشغيل راداراتها، مما يحافظ على عدم الكشف عن مواقعها أمام نيران العدو.
منظومة “رتوت-بي إم”
تُعدّ “رتوت-بي إم” واحدة من أحدث أنظمة الحرب الإلكترونية في العالم، وهي مصممة لحماية الجنود والمعدات العسكرية من نيران المدفعية، خاصةً إذا كانت القذائف تحتوي على صواعق تفجير لاسلكية عن بُعد. لتحقيق أكبر قدر من الضرر، يجب أن تنفجر القذيفة على ارتفاع بين 3 إلى 5 أمتار. تعمل منظومة “رتوت-بي إم” على تفجير الصواعق في ارتفاع آمن، مما يحمي الجنود والمعدات. وليس هذا فحسب، بل يمكن أيضًا استخدام هذه المنظومة لإخماد الإشارات اللاسلكية التي تُستخدم في الاتصالات من قبل العدو، مما يعطيها ميزة استراتيجية كبرى.
تستخدم هذه المنظومة مجموعة واحدة تشبه عربة مصفحة مزودة بهوائي تلفزيوني، وتستطيع حماية منطقة تصل مساحتها إلى 40 هكتارًا.
وفقًا لمصممي “رتوت-بي إم”، تشير التوقعات إلى وجود فرص تصدير كبيرة، مما يسمح بتوريدها إلى الأسواق التقليدية في دول آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.








