
أكد اللواء سمير راغب، الخبير العسكري المصري، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد اتجه نحو سياسة المواجهة مع الصين، بدلاً من العقوبات الاقتصادية التي كان يعتمدها ترامب.
في حديثه الحصري لـ RT، أضاف الخبير العسكري أن “التحالف الذي تمثله أوكواس (بين أمريكا، أستراليا وبريطانيا) يعد خطوة إستراتيجية لمواجهة التهديدات الصينية المتزايدة، حيث ينتقل التوجه من سياسة العقوبات إلى الاحتواء عبر تحالفات عسكرية، وهو يشابه أسلوب الحرب الباردة ولكنه أكثر سخونة”.
أوضح راغب أن البيان الرسمي المشترك من واشنطن ولندن وكانبيرا يهدف إلى تعزيز القدرة على العمل المشترك للحفاظ على استقرار منطقة المحيط الهندي الهادئ، وهو ما يُعتبر نقطة توتر قد تشتعل في أي وقت. والسؤال الذي يطرح نفسه، هو من هو الطرف الآخر الذي قد يخلق توترات في تلك المنطقة؟
وأردف أن “الصين ردت بوضوح على الشراكة الأمنية الجديدة في محيطها الاستراتيجي، داعية واشنطن إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي”.
وأشار الخبير إلى أن “أستراليا حافظت على علاقات متوازنة مع كل من الولايات المتحدة والصين في السنوات السابقة، حيث ترتبط بعلاقات تجارية مع الصين كأكبر شريك تجاري لها، بينما تسعى لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة كحليف عسكري وسياسي رئيسي. إلا أن تحالف أوكواس يمكن أن يعني اختيار أستراليا رسميًا جانب أمريكا وبريطانيا، مما يستتبع معاداة الصين، وبالتالي موقف متصاعد تجاه كوريا الشمالية وروسيا”.
كما أضاف راغب أنه “على عكس ما أشار إليه رئيس وزراء أستراليا، فإن التحديات المتزايدة في منطقة المحيط الهندي–الهادئ لا تستدعي الشراكة الدفاعية فقط ضد التهديدات الإرهابية والنزاعات الإقليمية، بل تُعزز أيضًا الروابط العسكرية بشكل عميق”.
وتابع: “لا يوجد علاقة مباشرة بين مواجهة تلك التهديدات وامتلاك غواصات تعمل بالطاقة النووية والمجهزة بصواريخ توماهوك، التي يمكن أن تصل إلى عمق مناطق حيوية داخل الصين، مما يعني الحد من قدرة الصين الدفاعية وتوسيع التعاون في مجالات الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي”.
وأضاف: “التركيز على الدفاع السيبراني يشير إلى توجه أمريكي لإنشاء قواعد عسكرية جديدة في أستراليا، بالإضافة إلى إعادة تمركز القوات الأمريكية والقاذفات في الشمال الأسترالي، ما يجعل كانبيرا جزءًا مهمًا في حال نشوب نزاع مع الصين”.
وفي الختام، أشار إلى أنه “من الواضح أن سقوط كوريا الشمالية قد يتزامن مع تداعيات كبيرة للصين، الحليف العسكري والاقتصادي الأساسي لها، ما يشير إلى تحول السياسة الأمريكية نحو الحرب الباردة، مما ينذر بتزايد التوترات في منطقة المحيط الهندي-الهادئ”.
تسعى التوترات العالمية اليوم إلى إعادة تشكيل موازين القوى، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة من كوريا الشمالية. يتم التعبير عن الرفض والاستعداد للرد تبعاً للموقف الراهن.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري راغب: “سوف يدعي البعض أن ردود الفعل مبالغ فيها لأن صفقة الثماني غواصات الأمريكية التي تم الاتفاق عليها مع أستراليا تستخدم الطاقة النووية ولا تحمل سلاحاً نووياً. إلا أن هذا تحليل غير دقيق، حيث من المقرر تسليح هذه الغواصات وفقاً لاتفاق أوكواس بصواريخ توماهوك، القادرة على حمل رؤوس نووية بغض النظر عن كون الغواصات أميركية تعمل بالطاقة النووية أو التقليدية.”
كما أضاف راغب في ختام تصريحاته: “إذا مضت الاستراتيجية الأمريكية الجديدة نحو تحالفات في مناطق المحيطين الهندي والهادئ من دون وجود رادع أو تحالفات موازية من الطرف الآخر، فإن ذلك يعني هزيمة الصين وكوريا الشمالية دون مواجهة حقيقية. من المحتمل أن يتشكل معسكر بديل على غرار الحرب الباردة.”
روسيا اليوم








