
قال جنرال إسرائيلي؛ إن “العلاقات الاقتصادية المتزايدة بين إسرائيل والصين تُثير اهتمامًا وقلقًا في الولايات المتحدة، لكن يجب أن تأخذ إسرائيل في الاعتبار إمكانية استخدام أساليب سرية للحصول على التقنيات”.
أفاد آساف أوريون، في مقاله على القناة 12، بترجمته “عربي21″، أن “أصداء الهجوم الإلكتروني الصيني على إسرائيل قد ترددت في الأيام الأخيرة، ورغم أن الأخبار المتسارعة لم تحظ بالانتباه المطلوب، إلا أنها أثارت دهشة بعض الجمهور الإسرائيلي. على الرغم من ذلك، ليس هناك ما يفاجئ، ولكن التفاصيل والسياق الأمني بحاجة إلى توضيح”.
أشار أوريون، الذي يرأس البرنامج الإسرائيلي الصيني بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إلى تقرير عن حملة تجسس إلكتروني صيني من شركة الأمن السيبراني FireEye، والتي شملت هجمات على أهداف في الشرق الأوسط، أوروبا، أمريكا الشمالية، وآسيا ومن بينها إسرائيل، منذ بداية عام 2019. يعزو التقرير الحملة إلى UNC215، وهي عملية تجسس صينية ناشطة منذ عام 2014 على الأقل ضد منظمات في مجالات عدة منها الحكومة، التكنولوجيا، الاتصالات، الأمن، التمويل، والترفيه.
وأوضح أن المهاجمين استخدموا برنامج SharePoint من إنتاج Microsoft للتسلل إلى مؤسسات متعددة داخل إسرائيل بهدف جمع معلومات تجارية وتقنية. تمت الحملة كجزء من “مبادرة الحزام والطريق” الصينية، بالفعل، اتُفق رسميًا على “شراكة شاملة للابتكار” بين الجانبين في عام 2017.
أما فيما يتعلق بالاستثمارات، فقد أكد أن الصين استثمرت بين عامي 2007 و2020 نحو 19 مليار دولار في إسرائيل،,其中 9 مليارات في قطاع التكنولوجيا، و6 مليارات دولار في البنية التحتية. ومع ذلك، بدءًا من عام 2018، كان هنالك تراجع في استثمارات الصين في إسرائيل، كباقي الدول في مختلف أنحاء العالم، حيث تمثل الاهتمام الصيني بمجال التكنولوجيا عبر إرسال أكاديميين، الاستحواذ على شركات، وإنشاء مراكز للبحث والتطوير في إسرائيل.
في نفس السياق، زادت الصين من نشاطها الاقتصادي والسياسي والعسكري تجاه إسرائيل، وظهرت سياستها بمزيد من الحزم أحيانًا، ما جعل العديد من الدول تشعر بخطورة تلك العلاقات، خاصة فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا والمعرفة على نطاق واسع، وتعزيز الأهداف السياسية والاستراتيجية.
على الجانب الآخر، يبدو أن البعد السيبراني يمثل وسيلة نشطة للغاية في الجهود الصينية للحصول على المعلومات، حيث يوفر جمعاً واسعاً من الاستخبارات التكنولوجية وذكاء الأعمال. هذا المجال يعد ضروريًا لأمن الصين القومي ومكانتها الدولية، حيث أن الابتكار التكنولوجي يُعتبر جبهة رئيسية في “مسابقة القوى الاستراتيجية” التي تخوضها الصين.
أثارت التحذيرات الصادرة من واشنطن حول التزايد الملحوظ لنفوذ الصين في البنية التحتية والتكنولوجيا، جدلاً واسعًا في تل أبيب. عُدَّت تلك التحذيرات بمثابة قيد على العلاقات مع بكين، في وقت تعتبر فيه علاقات إسرائيل مع الصين ذات أهمية اقتصادية كبيرة. ومع ذلك، يُشدد على ضرورة توخي الحذر، ليس فقط في إدارة التوترات مع الولايات المتحدة، الشريك الاستراتيجي، ولكن أيضًا في تقليل المخاطر المرتبطة بالصين، مستندين في ذلك إلى الدروس المستخلصة من دول العالم الأخرى.
وفي ختام حديثه، أكد أن “العلاقات الإسرائيلية الصينية تواجه تحديات تتجاوز الموقف الأمريكي. فهناك احتمال أن تسعى الصين للحصول على التكنولوجيا الإسرائيلية بطرق غير تقليدية ودون موافقة، مما يتطلب جهداً إضافيًا لرفع مستوى الوعي حول المخاطر المرتبطة بالتجسس والتكنولوجيات الإلكترونية الصينية، والتي قد تهدف إلى تحقيق مصالح مختلفة في الحكومة وقطاع الأعمال والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني”.
عربي21








