
في خطوة تاريخية، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون انسحاب بلاده من صفقة غواصات سابقة مع فرنسا، بحسب ما ذكرته تقارير إعلامية.
هذا الانسحاب جاء بعد التوصل إلى اتفاق مثير مع الولايات المتحدة وبريطانيا للحصول على غواصات نووية أكثر تطورًا، حيث دعا الرئيس الصيني بدوره إلى إجراء محادثات ثنائية بعد هذا الاتفاق.
وكما أكد موريسون، فإن أستراليا ستتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا في إطار شراكة أمنية جديدة تُعرف باسم “أوكوس” والتي ستسمح لها بالحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية.
وفقًا لمصادر متخصصة، يُرجح أن تعمق هذه الخطوة انخراط أستراليا في العمليات العسكرية الأمريكية. وإذا واجهت الولايات المتحدة صراعًا في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ، سيكون من الصعب على أستراليا أن تظل خارج الصراع.
كما أعلن موريسون عن نية بلاده الحصول على صواريخ كروز أمريكية من طراز توماهوك، مما يزيد من قدرتها العسكرية في المنطقة.
خارطة الطريق هذه قد تدفع قادة الصين إلى إعادة تقييم المخاطر، مما يقلل من احتمالية اتخاذهم لقرار الدخول في حروب.
يأمل الثلاثي (أستراليا، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة) أن يؤدي هذا الاتفاق إلى تعزيز ردع إضافي ضد التهديدات الصينية.
ويتميز استخدام الغواصات النووية بعدة فوائد، أبرزها قدرتها على البقاء مغمورة لفترات طويلة دون الحاجة للغوص في الأعماق، مما يجعلها أكثر سرية مقارنة بالغواصات التقليدية التي تظهر على السطح.
كما يُتوقع أن تساهم هذه الغواصات في تعزيز قدرات الدفاع الأسترالية، مما يسهل العمل بالتنسيق مع قوات الدفاع في واشنطن ولندن.
كان لدى أستراليا صفقة سابقة مع فرنسا تبلغ قيمتها 90 مليار دولار أسترالي لإنتاج ما يصل إلى 12 غواصة، إلا أن الاتفاق الجديد أدى إلى عرقلة هذا المشروع.
السؤال الراهن الذي يتداول بين المحللين: متى ستظهر هذه الغواصات إلى النور، خاصة أن الغواصات الفرنسية قد تحتاج لعقود لجعلها قابلة للاستخدام؟
من المحتمل أن تزيد الاتفاقية الجديدة من فرص أستراليا في استئجار غواصات بريطانية أو أمريكية بشكل مؤقت، مما سيمكنها من اكتساب الخبرة في تشغيل الغواصات النووية.
ومع ذلك، تفتقر أستراليا حاليًا للبنية التحتية اللازمة لتشغيل وصيانة الغواصات النووية، مما يعكس طبخة معقدة تتطلب وقتًا وجهدًا لإيجاد الحلول المناسبة.
لقد كانت أستراليا في حيرة من أمرها خلال السنوات الماضية، متسائلة ما إذا كان يجب تحديث غواصاتها الحالية من فئة “كولينز”، أو تصميم غواصات جديدة بالكامل.
ومع التوترات المتزايدة، أصبحت الحاجة الملحة لحصول أستراليا على غواصات جديدة أمرًا واقعًا لا يمكن تجاهله، ويتعين عليها البدء بنقل التقنيات المتعلقة بالغواصات إلى أراضيها لتسهيل صيانتها مستقبلاً.
تتزايد التحذيرات بشأن الوضع الأمني، مما يتطلب استجابة سريعة ومتناغمة من أستراليا في ظل هذه المعطيات المتغيرة.








