
أشاد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بالدور المتنامي لإيطاليا في الساحة الدولية خلال لقائه مع وزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني في واشنطن. ناقش الاجتماع فرص التعاون الثنائي ودور إيطاليا في البحر الأبيض المتوسط، مؤكدًا أن هذا يتجاوز مجرد المجاملات التقليدية.
استقبل أوستن نظيره الإيطالي في البنتاجون، معبرًا عن تقديره لإسهامات إيطاليا في تعزيز الأمن العالمي، واصفًا إياها بأنها دولة رائدة تساهم بفعالية على الساحة الدولية. هذه الزيارة تأتي في وقت حرج حيث يظهر زعماء إيطاليون مثل رئيس الوزراء ماريو دراغي رغبة في تعزيز العلاقات مع حلفائهم على الصعيد الدولي.
وصف جويريني الاجتماع بأنه “شامل ومثمر”، موضحًا أنه يعد الزيارة الرسمية الثانية له إلى الولايات المتحدة منذ يناير 2020. كان هذا أيضًا أول لقاء وجهًا لوجه لأوستن مع مسؤول أجنبي منذ بداية الأزمة الأفغانية، حيث تصدرت أزمة أفغانستان جدول الأعمال.
ركز الطرفان خلال الاجتماع على شكر القوات المسلحة على نجاحها في إتمام عملية الانسحاب من أفغانستان، وتبادل الجهود المبذولة في أوقات الطوارئ. أعرب أوستن عن امتنانه لإيطاليا لاستضافتها اللاجئين الأفغان في قاعدة سيجونيلا، مؤكدًا على قيمة التعاون المستدام بين البلدين.
تناول النقاش أيضًا الخطوات التالية لاستكمال الانسحاب، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب. أكد أوستن أهمية مواصلة التشاور مع إيطاليا وحلفاء الناتو الآخرين في المستقبل.
في الإطار ذاته، أعلن جويريني عن تحقيق المزيد من الأهداف في الحرب على الإرهاب، وأكد أن وجود تنظيم القاعدة قد أصبح ضعيفًا بفضل استهداف قادته، ما جعل أفغانستان غير قادرة على كونه ملاذًا آمنًا للإرهاب العالمي خلال العقدين الماضيين.
تم التطرق أيضًا إلى الوضع في العراق، حيث ستتولى إيطاليا قيادة مهمة حلف الناتو مع أهداف جديدة تتعلق بالتدريب. يتوافق ذلك مع الرغبة الأمريكية في تقليص التزامها في العراق، مما يعكس أهمية الإجراءات التعاونية التي تجمع بين إيطاليا والولايات المتحدة.
تأتي هذه النقاشات في سياق الأزمة الأفغانية، مما يعزز الحاجة لإعادة التفكير الاستراتيجي ضمن رؤية الناتو لعام 2030. وشدد جويريني على ضرورة تعزيز الدفاع الأوروبي مع الحفاظ على العلاقات القوية عبر الأطلسي.
ناقش الجانبان أيضًا عددًا من الأمور المتعلقة بالتعاون الثنائي، بما في ذلك التعاون الصناعي، مع التركيز على الشركات الإيطالية مثل ليوناردو وفينكانتيري التي تُعزز من وجودها في الولايات المتحدة.
أشار السفير الإيطالي أليساندرو مينوتو ريزو إلى أهمية القيادة الإيطالية للمهمة الجديدة للناتو في العراق، مشيدًا بما قدمته إيطاليا من تدريب للقوات المسلحة العراقية عبر السنوات. كما أكّد على الدور التاريخي لإيطاليا في عمليات الأمم المتحدة وحلف الناتو في أفغانستان، والتي تجلت في نشاطاتها المستمرة بغض النظر عن انسحاب الحلفاء الآخرين.
في الأيام القليلة الماضية، تم تنظيم عملية إجلاء جوي شهدت إنقاذ نحو 5000 مواطن أفغاني، الذين أصبحوا الآن لاجئين في إيطاليا. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من الجهود الإيطالية لتحسين وضع هؤلاء اللاجئين.
كما تطرق ريزو إلى الدعم generous الإيطالي في استخدام القواعد العسكرية الأمريكية على الأراضي الإيطالية، مثل قاعدة أفيانو وقاعدة سيجونيلا في صقلية، والتي تم استخدامها أيضًا خلال العمليات في أفغانستان.
وكشف أن الحكومة الإيطالية تسعى للاستفادة من منصة مجموعة العشرين لتعزيز السلام والتنمية الاقتصادية، مما يسهم في الضغط على الحكومة الجديدة في كابول لاحترام حقوق الإنسان وتحقيق نوع من التعددية.
في سياق آخر، أكد ريزو أن الحلف الأطلسي يظل محور الجهود المشتركة. خلال الفترة الحالية، يتم تنفيذ إصلاحات تعتبر أكثر أهمية من أي وقت مضى بعد الأحداث المأساوية في أفغانستان. وأوضح أن الحلف يسعى حاليًا لتعزيز التعاون مع الدول العربية وشمال إفريقيا، نظرًا للتهديدات المتعددة في تلك المنطقة.








