
الغواصة النووية “يو إس إس كونيتيكت”، التي اصطدمت بجسم غير معروف تحت الماء في بحر الصين الجنوبي، تتمتع بتاريخ حافل. وعلى الرغم من أن هذه ليست أول حادثة تحدث في المحيط الهادئ، إلا أنها تعد الأكثر خطورة حتى الآن.
حسب تقارير القيادة الأمريكية، لم يتضرر المفاعل النووي أو نظام الدفع، وتمكنت الغواصة من الوصول إلى قاعدة جزيرة غوام. كما ذكرت صحيفة “ميليتاري تايمز” أن جميع أفراد الطاقم لم يتعرضوا لإصابات خطيرة.
وفقًا لمصادر الصحيفة، فإن الموقع الجغرافي للاصطدام “لا يشير إلى وجود كتلة أرضية أمام الغواصة”. كما يتضح أنه “لا يوجد دليل على أن الحادث كان عدائيًا”.
البحث عن الأسباب المحتملة لهذا الحادث يشير إلى عدة احتمالات، منها تصادم عرضي بغواصة أجنبية أو جسم غير محدد، أو حتى ارتفاع في قاع البحر أثناء رحلة الغواصة الأمريكية.
ومع ذلك، فإن الواقعة “الغامضة” التي تتعلق بغواصة يو إس إس كونيتيكت، والتقارير التي ظهرت بعد 6 أيام، تدل على وجود مشكلات في تدريب الطاقم وقدرة غواصات هذا النوع على مراقبة البيئة المحيطة بها، كما أفادت صحيفة “روسيسكايا غازيتا”.
الغواصة النووية يو إس إس كونيتيكت هي الثانية في سلسلة ثلاث غواصات من مشروع Seawolf (SSN-575). الأولى هي USS Seawolf (SSN-21) والأخيرة USS Jimmy Carter (SSN-23). بدأ بناء الغواصة كونيتيكت في سبتمبر 1992 في أحواض بناء السفن في جروتون، وتم إطلاقها في 1 سبتمبر 1997، ودخلت الخدمة في 11 ديسمبر 1998.
مقر “يو إس إس كونيتيكت” كان في البداية في ميناء نيو لندن الواقع على الساحل الشمالي الشرقي لأمريكا، ونجحت الغواصة في إتمام عدة مهمات قتالية.
في عام 2003، وبصورة غير متوقعة، اصطدمت الغواصة بدب قطبي بينما كانت تبحر في الجليد القطبي، مما أدى إلى إلحاق ضرر بالمطاط على زعنفة ذيل الغواصة.
خلال ربيع وصيف 2004، قامت “يو إس إس كونيتيكت” برحلة طويلة المدى كجزء من مجموعة سفن تابعة لحلف شمال الأطلسي، شاركت خلالها في عمليات “الحرب على الإرهاب”. بعد ذلك، دخلت الغواصة في صيانة وإصلاحات مجدولة لمدة ثلاث سنوات.
في عام 2007، انتقلت الغواصة إلى قاعدة كيتساب البحرية في ولاية واشنطن، لتعزيز وجود البحرية الأمريكية في المحيط الهادئ، والتي تعد ثاني أهم قاعدة أمريكية بعد سان دييغو.
من 2012 إلى 2017، خضعت USS Connecticut لعملية إصلاح رئيسية أخرى، وفي أوائل عام 2018، شاركت في تمرين ICEX البحري، وفي 2019، خضعت لصيانة في حوض بناء السفن بيدوجيت ساوند.
الغواصة مسلحة بما يصل إلى 50 صاروخًا من طراز Harpoon وTomohawk، يتم إطلاقها من ثمانية أنابيب طوربيد، بجانب تطويرها لتتمكن من إطلاق طوربيدات وألغام. يبلغ عمق العمل الحركي للغواصة 580 مترًا، بينما يصل أقصى عمق غمر إلى 610 مترًا، وهي مكونة من طاقم يتألف من 126 شخصًا، منهم 15 ضابطًا فقط.








