Register To WDS
الأخبار العسكريةالأخبار العسكرية الدولية

“الدرس الأفغاني: 6 استراتيجيات أميركية خاطئة مهدت لطالبان الطريق نحو النصر السريع”

السقوط السريع لحكومة أفغانستان وتفوق طالبان يثير تساؤلات عديدة حول أسباب هذه التحولات الدرامية.

يمكن لمستشار سياسة محمد عبد الباسط، في مقاله بمجلة “ناشونال إنترست” الأميركية، أن يلخص تجربة 20 عامًا من التدخل الأميركي في أفغانستان، حيث لم تتمكن الحكومة الأفغانية من البقاء على قيد الحياة إلا لفترة قصيرة بعد الانسحاب الأميركي، إذ سقطت بسرعة أمام تقدم طالبان التي استولت على كابول بلا مقاومة تذكر.

يؤكد عبد الباسط، المتخصص في العلاقات الدولية، أن الدرس المستفاد من الاستراتيجية الأميركية الغير صحيحة هو أن الدول تتطور من داخلها. فقد اعتمدت الولايات المتحدة على دعم أفغانستان بمساعدات خارجية، ما أدى إلى الاعتماد على هذا الدعم بدلًا من بناء مقاومة ذاتية، مما انهار مع الانسحاب العسكري.

فشل التدخل الأميركي يرجع إلى عدة أخطاء استراتيجية:

1. دعم المجاهدين خلال الحرب الباردة

يرى الكاتب، المحلل السياسي الباكستاني، أن تقديم الدعم للمجاهدين في أفغانستان أثناء الحرب الباردة، فقط لتقويضهم لاحقًا، كان خطأ كبيرًا واستراتيجية وتقدير سيئ من واشنطن. فقد خرج المجاهدون عن السيطرة، وأصبح أسامة بن لادن وقادة آخرون ممن كانوا حلفاء سابقين أعداء لدودين.

بعد انسحاب روسيا، تأسست طالبان كحكومة جديدة في أفغانستان عام 1996. وبعد أحداث 11 سبتمبر، شنت الولايات المتحدة غزوا للأفغان في محاولة لتحقيق العدالة، على الرغم من أن طالبان لم تكن مباشرة مسؤولة لكنها كانت تستضيف تنظيم القاعدة.

2. غزو العراق

بعد عامين فقط من التورط في أفغانستان، قررت الولايات المتحدة غزو العراق عام 2003، مما ساهم بتقليل التركيز على أفغانستان. جاءت هذه الخطوة بناءً على مزاعم كاذبة عن وجود أسلحة دمار شامل وصلة بين صدام حسين وتنظيم القاعدة.

كذلك، كانت هذه السياسة الخارجية الطموحة سببًا في تراجع مكانة الولايات المتحدة عالمياً، حيث فشلت في الحصول على الدعم الدولي للغزو. إدارة حربين في وقت واحد بدون استراتيجية واضحة كانت إخفاقًا واضحًا.

3. فشل تطوير المؤسسات المحلية

من الأخطاء الاستراتيجية الأخرى، فشل الولايات المتحدة في تعزيز المؤسسات في أفغانستان، حيث استمرت في إدارة الأمور دون التركيز على التنمية. بعد عقدين من الزمن، كان تأثير ذلك واضحاً في ضعف المؤسسات من الناحية الهيكلية.

تكلفة الحرب في أفغانستان، التي تضم نحو 40 مليون نسمة، كانت حوالي 300 مليون دولار يوميًا، أي ما يعادل 50 ألف دولار لكل مواطن. ومع ذلك، يعيش 90% من السكان الأفغان على أقل من دولارين في اليوم.

يعكس هذا الواقع الاقتصادي المعتمد على المساعدات الخارجية الحاجة الملحة لتطوير البنية التحتية الأفغانية وتعزيز قدرة الحكومة على الاستقلال الذاتي.

على استقرار مؤقت في أفغانستان محكوم عليه بالانهيار.

افتقار الحكومة للشرعية

إن أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في استيلاء طالبان على العاصمة كابل ومناطق أخرى في أفغانستان هو افتقار الحكومة الأفغانية للشرعية. كما يوضح الكاتب أهمية هذا الجانب.

يذكر المقال تصريح بيتر غالبريث، الذي شغل منصب نائب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى أفغانستان، بأن الحكومتين برئاسة أشرف غني وحامد كرزاي تم تشكيلهما من خلال انتخابات مشبوهة.

بناءً على ذلك، ينظر الكاتب إلى الحكومة الأفغانية بأنها فاقدة للشرعية ومعرضة للفساد، وهي معتمدة على الدعم الأجنبي، مما جعلها عاجزة عن مواجهة مسلحي طالبان في غياب هذا الدعم الخارجي.

مشكلة اللاجئين

أحد الأخطاء الرئيسية التي ارتكبتها الولايات المتحدة في أفغانستان هو عدم اعتبار خطة الانسحاب الممكنة لأزمة اللجوء المتفاقمة، كما هو الحال الآن، حيث يسعى العديد من الأفغان للهجرة إلى دول أخرى.

الانسحاب بدون اتفاق سلام مقبول

أما النقطة السادسة والأخيرة التي ساهمت في سرعة انتصار طالبان فهي انسحاب الولايات المتحدة ودول الحلفاء من أفغانستان دون التوصل إلى اتفاق سلام مقبول يتعلق بإدارة الحكم في البلاد. هذا الوضع كان له تأثير سلبي واضح على قدرة الجيش الأفغاني في الحفاظ على مواقعها.

ختامًا، بينما تمكنت طالبان من السيطرة على أفغانستان، يجب الإشارة إلى أن هناك فرق كبير بين السيطرة على بلد وإدارة شؤونه. الوقت كفيل بكشف الطريقة التي ستدير بها طالبان شؤون البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى