
أعلنت القوات الجوية الروسية عن استلام الدفعة الأولى المكونة من 6 طائرات “ميج 35” متعددة الأغراض. وقد صرح المدير العام لشركة “ميج” أن النموذج الأول من “ميج 35” قد اكتمل وجاهز للاستخدام منذ 28 نوفمبر 2020.
بالنسبة للرادار الجديد، أوضح الكولونيل جنرال فيكتور بونداريف، ممثل لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، أن هذا الرادار لديه القدرة على كشف الأهداف مثل الطائرات المقاتلة ببصمة رادار 5 م² على مسافة تصل إلى 160 كم. ورغم أن هذه المواصفات أقل من الطموحات الروسية السابقة بالتوصل إلى مدى 260 كم، إلا أن الرادار يتضمن 1100 وحدة إرسال واستقبال، مما يعزز قدرته على التغلب على التشويش ويجعل الكشف عن موجاته الكهرومغناطيسية أكثر صعوبة، مما يعزز شبحية الطائرة.
تم توقيع عقد لتوريد هذه الطائرات الست أثناء منتدى الجيش 2018، وبدأت الاختبارات بداية عام 2019 قبل بدء الإنتاج التسلسلي للرادار. على الرغم من أن الخطط الأولية كانت تستهدف الحصول على 37 طائرة مزودة بهذا الرادار، إلا أن الاتجاه حالياً يشير إلى رغبة روسيا في تزويد قواتها الجوية بـ170 طائرة.
ستشمل عائلة المقاتلات “ميج 29” هذه التحديثات، بما في ذلك النسخة “ميج 35″ للقوات الجوية الروسية، و”ميج 29 M-M2″ للقوات الجوية المصرية، و”ميج 29 كا” و”كا يو بي” للقوات البحرية الهندية. جميع هذه النسخ تحتفظ بنفس الهيكل الأساسي ومقصورات القيادة، مع بعض الاختلافات للنسخة الهندية المخصصة للعمل على حاملات الطائرات.
تُعتبر “ميج 35” تجسيداً للنسخ المتقدمة من “ميج 29″، والتي بدأ تطويرها عام 1991 تحت اسم “ميج 29 ام”، قبل تغيير الاسم لـ”ميج 35”. وقد تم إجراء تحسينات متعددة على هذه الطائرة، وتم عرض نماذج مختلفة منها قبل أن تظهر بمواصفاتها النهائية في معرض ماكس 2021، حيث أعربت روسيا عن طلب إحدى الدول الأجنبية، وهي مصر، لتجربة هذا النموذج.
في وقت سابق، كانت سوريا قد طلبت الحصول على هذه الطائرة مزودة بالرادار جوك ME، ولكن تم إلغاء الصفقة. أما في أبريل 2015، فقد طلبت مصر 46 طائرة “ميج 29 M” مزودة بالرادار “جوك M”، حيث لم تكن روسيا قد أكملت تطوير الرادار الأحدث بعد.
أكدت مصر لمسؤولين روس أنها ستبحث في طلب دفعة جديدة كبيرة من الطائرة إذا تم تجهيزها بالصاروخ الروسي من نوع K-77m، خاصة بعد تسلم دفعة سابقة تضم 52 طائرة، بحسب ما أوردته تقارير روسية.
تناولت مجلة AirForces Monthly البريطانية، في عددها رقم 356 لشهر نوفمبر 2017، موضوع صفقة مقاتلات “ميج” المصرية، متطرقة لمسارها الزمني وتجهيزاتها الإلكترونية والتسليحية. وأشارت إلى بعض نقاط الغموض حول النسخة التي ستحصل عليها مصر، والتي أثارت تساؤلات حول عدم تزويدها برادار المسح الإلكتروني النشط AESA رغم تقديمه للتصدير منذ عدة سنوات.
استعرضت المجلة استراتيجية القوات الجوية المصرية في الحفاظ على قوتها الجوية من خلال استحواذها المستمر على مق fighters جديدة ومتطورة، مما ساعد على تفادي قيود تصدير الأسلحة من الجانبين الغربي والشرقي.
عبارة “لا تضع جميع البيض في سلة واحدة” تعكس أهمية التنوع في الخيارات الاستراتيجية.
في إطار خطة التحسين الشاملة للقوات الجوية المصرية، قدمت مصر في مارس 2014 طلبًا رسميًا إلى روسيا للحصول على سرب من 24 مقاتلة MiG-35، التي كانت لا تزال قيد التطوير آنذاك. ورغم استمرار المفاوضات حتى فبراير 2015، لم يتم توقيع عقد الشراء النهائي. ومع تأخير خطة التطوير حينها، وجدت القوات الجوية المصرية أنه من الأجدى الحصول على النسخة المختصرة من مقاتلات MiG-35، والمعروفة بـ MiG-29M/M2، التي ظهرت حديثًا في عام 2011، وتمتاز بتصميم مختلف تمامًا عن النسخة القديمة MiG-29M (9.15) التي بدأت تطويرها في التسعينيات.
في أبريل 2015، تعاقدت مصر على شراء 46 مقاتلة MiG-29M/M2 على أن يتم تسليمها بحلول عام 2020. وفقًا للمجلة، لم تتلقَ المقاتلات المصرية في الوقت الحالي رادار المسح الإلكتروني النشط طراز Zhuk-AE. وذلك بعدما قامت الشركة المصنعة Phazotron-NIIR بتأجيل الإنتاج الكمي له، حيث لم تحقق النسخ الأولية من الرادار القدرات المطلوبة، والتي وصلت إلى 160 كم خلال الاختبارات. تُركز الشركة الآن على تطوير نسخة محسنة يمكنها الكشف حتى مسافة 280 كم، بينما تستخدم المقاتلات المصرية حاليًا رادار دوبلر نبضي طراز Zhuk-ME الذي أثبت كفاءته مع سلاح الجو الروسي في سوريا.
أكدت المجلة أن شركة ميغ الروسية عرضت على مصر تزويد مقاتلاتها بأحدث نسخة من الرادار Zhuk-AE بعد الانتهاء من تطويره وبداية الإنتاج الكمي العام القادم. كما أشارت إلى وجود خطة تطوير أخرى للمقاتلات المصرية في 2020، التي ستوفر تحسينات في أنماط عمل الرادار الجديد والأنظمة الإلكترونية الأخرى، بالإضافة إلى تطوير البرمجيات الخاصة بالمقاتلة.
كما ذكرت المجلة حصول المقاتلات المصرية على 40 حاضن T220/E الجديد للرصد الكهروبصري والتهديف الليزري، بجانب 24 حاضن تشويش MSP-418K يعمل بتقنية DRFM لتقديم الدعم في مواجهة الرادارات ونظم الصواريخ.
يبدو أن خطط تطوير ميج 29 المصرية قد تأجلت بسبب عدم الانتهاء من تطوير الرادار في الموعد المقرر لعام 2020. لكن الآن، مع جاهزية التطوير، يُعتبر ذلك مؤشرًا على بدء تحديث هذه الطائرات والتعاقد على دفعة جديدة مماثلة للدفعة الأولى، بهدف الإسراع في إحلال الطائرات السوفيتية القديمة من نوع ميغ 21 في القوات الجوية المصرية.








